هل هي بداية انهيار الإنتاج السينمائي في الولايات المتحدة ؟


هل هي بداية انهيار الإنتاج السينمائي  في الولايات المتحدة ؟ صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - محمد بنيس

      من نتائج الجشع في بلد البارغماتية والليبرالية المتوحشة التي تعمل كالمنشار آكلة صعودا وهبوطا. أنه لم ينج من جشع الابتلاع هذا " سرطا بلا مضغ " أي ميدان إلى أن لحق ميدان الفن والثقافة ومكونات عملاق الإنتاج السينمائي سواء في هوليود أو الأستوديوهات الخاصة التي كانت تتنافس في إبداع الرواية والقصة والإنتاج السينمائي ، وأنجبت الكثير والكثير من المؤلفين والكتاب وكتاب السيناريو والمخرجين والممثلين ممن ذاع صيتهم عالميا وكسبوا إلى جانب الشهرة أموالا وأملاكا ، قبل أن يجدوا أنفسهم ومنذ سنة 2013 داخل فواهة وبين كماشات أحدثت لخدمتها فسميت نتفليكس وديزني بلس التي تحصل على عائدات مالية ضخمة على حساب كل المكونات والأجهزة والشخصيات الأدبية والفنية التي بنت صرح السينما الأمريكية عبر تاريخها وما عرفه هذا الصرح  من حركة ونهضة فكرية – ولو أنها مخصصة للفن السابع فقط.

 نجد ممثلين أمريكيين يحذرون من دخولهم في إضراب مثل ذلك الإضراب الذي تخوضه رابطة الكتاب والأدباء في البلاد منذ ثلاثة أشهر دون أية حلول ، بل ولا تلوح حلول في الأفق  . ملفتين الانتباه إلى ضرورة الاستجابة لطلبات حماية حقوقهم المالية العادلة واطلاعهم  على بيانات عائداتهم المالية من الأفلام والرامج التي تنتجها شركات التكنولوجيا التي لم تعد  تفصح عن بياناتها المالية                                                وهذا التحذير يتزامن مع تحول معظم شاشات السينما والتلفزيون إلى المنصات الرقمية على حساب البلاد عامة وعلى حساب المبدعين خاصة ، ما دفعهم للدخول على خط المشكلة بما قد يكون تهديدا .  فهذا الممثل الأمريكي هاريسون فورد يلوح أنه سيكون مع إضراب الممثلين إذا دعت إليه النقابة " أنا أؤيد النقابة وممثلي النقابة  وإذا صوتت نقابة الممثلين على الإضراب فسألتزم بذلك". فلا يعقل أن يحرم الكتاب والممثلون من أرباح وتمويل ما تضخه شركات الإنتاج الكبرى من مليارات على منتج محدد حصريا وعلى المنصات الرقمية .

في حين الكتاب والفنانون يجهلون نصيبهم من العائدات المالية حاليا مع متم الأسبوع الأول من شهر يوليوز 2023 . يظهر أن شركات الإنتاج قد نجحت في الوصول إلى اتفاق مؤقت وقصير الأجل مع الممثلين – انتهى 12 يوليوز الجاري – ولم يعلن له عن نتائج سوى الترقب والقلق على مستقبل صناع الفن والسينما . وهو يئن بين البحث عن أرباح تقدر بأرقام فلكية من قبل المنتجين . وبين حقوق المبدعين من كتاب وممثلين من جهة . وبين تعطل العمل لفترة أو توقف عجلة الإنتاج بالشكل المعتاد

إن جل المراقبين والمهتمين بصناعة الفن السابع ، لا يخفون تزايد قلقهم من هذا الطارئ الذي يؤرق الميدان ويؤثر عليه بالسلب لدرجة طرحهم لسؤال ما هو المخرج ؟ أم أنها بداية انهيار الإنتاج السينمائي ليس في هوليود فقط . بل في الولايات المتحدة واحتمال انتقال العدوى لصناعة السينما في العالم ؟

اترك تعليقاً