علم المغرب ....دلالات الصورة


علم المغرب ....دلالات الصورة
عبد الرحيم اسويطط

      انتهت كأس أمم إفريقيا 2023 ولازالت قصة الحضور المغربي مستمرة ، تثير شهية الكتابة من جديد ، فبين مرارة الإقصاء المبكر كرويا وسعادة الاحتفاء الإيفواري بالمغرب قفزت إلى الواجهة مجموعة من الرسائل المليئة بالمعاني والدلالات والإيحاءات .

من بداية الحلم بالتتويج الثاني للكرة المغربية إلى حقيقة التتويج الإيفواري باللقب الثالث تناسلت صور العلم المغربي في المشهد النهائي الإفريقي .

صورة الراية المغربية الثابتة وهي تؤثث شاشة ملعب "الحسن واتارا" والمشهد المتحرك لعميد منتخب الفيلة وهو يطوف بالعلم المغربي على جنبات الملعب تحت تغطية صحافية عالمية وتحت تصفيقات جمهور منتش باللقب ، عنوانان بارزان لتجذر الحضور المغربي في المتخيل الجماعي للشعب الإيفواري .

صورة ومشهد يوثقان لقيم الوفاء والامتنان لمنتخب مغربي لعب كرة القدم دون حسابات ضيقة ، وفاز ليمنح التأهل لفريق جريح نهض من جديد ليفوز باستحقاق على نيجيريا .

أن يقف الجمهور العاجي احتراما للراية المغربية يمنحنا ميداليات الأخلاق الرياضية والمنافسة الشريفة ، ويضعنا مرة أخرى في قلب إفريقيا كقارة للانتماء الجماعي وكقارة لتسويق القيم الإنسانية والكونية .

أن يحمل عميد منتخب ساحل العاج علم المغرب إلى جانب "الحسن واتارا" رئيس البلاد و  "إنفانتينو" رئيس الفيفا و "موتسيبي " رئيس الكاف ترويج حضاري لمغرب التعدد والتسامح والعيش المشترك ، وإدانة ضمنية وساخرة لجماهير "الجارة الشرقية" التي أساءت لوطن دروغبا وكيسي وفوفانا وغيرهم .

إن الامتداد الإفريقي للمغرب ليس شعارا أو تكتيكا عابرا بل هو استراتيجية دولة ومؤسسات أولا واستراتيجية شعب وجماهير- أولا وأخيرا- اختارت التأثير في العمق الإنساني للشعب الإيفواري.

إن تسويق "صورة الراية المغربية" إعلاميا كمكون " أيقوني" يتجاوز بشكل كبير سلطة الكلمات والتصريحات وووو..ويضعها في زمن الانفجار الرقمي في موقع " الرمز" الأكثر تأثيرا والأشد إقناعا .

لم تكن صورة "علم المغرب في الملعب " مجرد ديكور يؤثث الفضاء الكروي بل كانت مشهدا عامرا بأحاسيس ومشاعر الحب المتبادل بين جمهور وشعب وبين بلد ، وانتقلت عبر وسائل الإعلام إلى "صورة/أيقونة " تؤرخ وتوثق ل"المغرب" ك "معنى ثابت " لحسن الجوار والمصير الإفريقي المشترك.

أصبحت تلك الصورة /الرمز حديث الصحافة العالمية المرئية وبكل اللغات تعرف العالم على مغرب يستمر في صنع الملاحم بداية من "مونديال قطر" مرورا ببطولة " أمم إفريقيا " وصولا إلى .....وأنستنا أيضا حضورنا الباهت كرويا ومنحتنا جرعات جديدة للاعتزاز بوطن يجذر حضوره بسلاسة وهدوء ورصانة ، في عالم متقلب تكاد تعصف به نعرات الكراهية والتعصب والهمجية .

لقد اختزلنا بعض معاني تلك الصورة وذلك المشهد ، واحتفظا لنفسهما بدلالات إيجابية تتجدد مع تجدد القراءات والتلقيات والتأويلات .   

اترك تعليقاً