مراكش تشهد ندوة حول الابتكار في سبل التعلم مدى الحياة

      شكل موضوع "الابتكار في خدمة التعلم مدى الحياة"، محور أشغال ندوة نظمت، يوم أمس الأربعاء بمراكش، بمبادرة من الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وجامعة القاضي عياض، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لمحاربة الأمية.

وتهدف هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع مجلس جماعة مراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، إلى تقديم العناصر الأساسية للاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، وعرض الحصيلة السنوية الوطنية لمحاربة الأمية، وكذا التحسيس بدور الجامعة في مجال محاربة الأمية والتعلم مدى الحياة.

ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني لمحاربة الأمية، لهذه السنة، فرصة لتسليط الضوء على أهم المستجدات التي جاءت بها الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمحاربة الأمية، والإعلان الرسمي عن إطلاق المرحلة التجريبية لمبادرة "تعزيز القرائية باعتماد مقاربة واحد لواحد".

وبهذه المناسبة، أكد مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، عبد الودود خربوش، أن الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمحاربة الأمية، تقترح مجموعة من الخيارات من أهمها اعتبار محاربة الأمية رافعة أساسية لإرساء حق المواطنات والمواطنين في التعليم والتعلم مدى الحياة، مضيفا أن الاستراتيجية الوطنية 2030 – 2035، اعتمدت على رؤية واضحة تؤكد على ضرورة الانخراط الفعلي للجميع في سياق يتسم بالتغير المستمر ويتميز بتطور الحاجيات، انطلاقا من كونها قضية وطنية حاسمة لتنمية المملكة.

وأشار إلى أن هذا اللقاء، يعد فرصة لتسليط الضوء على مشروع "محو الأمية واحد لواحد"، الذي تطلقه الوكالة، بشراكة مع جامعة القاضي عياض، بهدف تطوير وتجريب آلية مبتكرة تستند إلى إشراك طلبة الجامعة في منظومة محاربة الأمية، مبرزا أن الوكالة تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الجامعات الوطنية حتى تتبوأ قضية محاربة الأمية مكانة مهمة ضمن أولويات الجامعات، وكذا تعبئة الطلبة باعتبارهم رافدا مهما لتعزيز جهود محو الأمية بالمغرب.

ومن جهته، أكد رئيس جامعة القاضي عياض، بلعيد بوكادير، أن الجامعة، باعتبارها فاعلا تنمويا بالجهة، تعمل على تقوية وتطوير المنظومة الجهوية لمحاربة الأمية، وتشجيع القرائية لدى الكبار من منظور التعلم مدى الحياة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والبحث عن سبل تطويرها، والرفع من مردوديتها وأثرها على المسارات المهنية والاجتماعية.

كما نوه بانخراط جميع الشركاء في بلورة وأجرأة مخطط العمل لمشروع "مراكش، مدينة التعلم"، في إطار الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لمنظمة اليونيسكو، مبرزا الدور الذي تضطلع به الجامعة في مجال محاربة الأمية وتشجيع القرائية لدى الكبار، من منظور التعلم مدى الحياة بأشكال متعددة ومتداخلة ومتكاملة من إنتاج المعرفة، والمساهمة في إرساء وتنشيط نظام معلوماتي مجالي للتتبع والتقويم للتعلم، وإنتاج الخبراء في جميع التخصصات لتقوية منظومة محاربة الأمية.

من جانبه، أكد الأمين العام بالنيابة للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، كريم حميدوش، على أن محاربة الأمية ليست مجرد هدف تعليمي، بل تعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مضيفا أن التعليم المستدام والشامل يتطلب تبني الأدوات المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة التي تعزز فرص التعلم أمام جميع الأفراد، مهما كانت أعمارهم أو ظروفهم الاجتماعية.

وأبرز أن التعليم هو الطريق الأوحد نحو التقدم والازدهار، مؤكدا "العزم على مواصلة العمل مع جميع الشركاء، الوطنيين والدوليين، من أجل تعزيز جهود دعم التعلم مدى الحياة، ومحاربة الأمية، وتوفير بيئة تعليمية تتسم بالابتكار والاستدامة".

من جهتها، أشارت مديرة معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، إيزابيل كيمبف، عبر تقنية التناظر المرئي، إلى أن هذا اللقاء يروم تعزيز تعبئة الممارسات المقدمة في هذا المجال لتحقيق الأهداف المحددة في أفق 2035، لافتة إلى أن المغرب بصدد تطوير جهوده في مجال الابتكار والبحث العلمي من أجل استغلال الإمكانيات الكفيلة بضمان محو الأمية وتعليم الكبار.

وأشارت باقي التدخلات إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للدعوة للمزيد من العمل من أجل التفكير في أساليب جديدة لمحاربة الأمية وتعزيز التعلم مدى الحياة للكبار وتحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال، مشددين على ضرورة تمكين الجميع من برامج محو الأمية خاصة الفئات الأكثر هشاشة كالنساء والشباب في العالم القروي.

وتميزت أشغال هذه الندوة، بالإعلان عن إطلاق "مبادرة تعزيز القرائية باعتماد مقاربة واحد لواحد"، فضلا عن توقيع الاتفاقية الإطار بين الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وجامعة القاضي عياض تروم التعاون والتنسيق من أجل تأطير وتفعيل إسهام الجامعة ومراكز التكوين والبحث التابعة لها في مجال محاربة الأمية، وتشجيع القرائية لدى الكبار، وإرساء مفهوم التعلم مدى الحياة.