بين تونس والمغرب إرث حضاري يعطي للعلاقات المتميزة طاقة في أفق بناء علاقة وشراكة استراتيجية قوية ونموذجية


بين تونس والمغرب إرث حضاري يعطي للعلاقات المتميزة طاقة في أفق بناء علاقة وشراكة استراتيجية قوية ونموذجية
أفريكا 4 بريس/ و.م.ع

      أكد سفير المغرب بتونس، السيد حسن طارق، أن المغرب وتونس يجمع بينهما إرث حضاري ممتد، يعطي للعلاقات المتميزة بينهما، دائما، طاقة وقدرة على مزيد من التطور في أفق بناء علاقة وشراكة استراتيجية قوية ونموذجية.

وأضاف السفير خلال استضافته من قبل برنامج " ليالينا عربية"، الذي تبثه القناة الأولى التونسية، أن المغرب وتونس يجمع بينهما، كذلك، المصير المشترك والوحدة والتضامن المغاربي.

وأبرز أن العلاقات المغربية التونسية، تتميز بالغنى والتعدد، وهي علاقات "تاريخية وعريقة"، هذا فضلا عن علاقة الارتباط الثقافي والاجتماعي.

وبالعودة، فقط الى التاريخ الحديث والراهن، أبرز السيد طارق أن هذه العلاقات "تكاثفت منذ لحظة النضال ضد الاستعمار، حيث كانت العلاقات بين الحركتين الوطنيتين وبين دولتي الاستقلال قوية".

وقال إن العلاقات بين البلدين تتميز، أيضا، " بالكثافة وبتعدد الآليات"، مشيرا الى اللجنة العليا المشتركة التي تجتمع تحت إشراف رئيسي الحكومتين، مذكرا بانعقاد، لحد الآن، 19 دورة لهذه الآلية، مع التطلع الى الدورة الـ20 .

كما ذكر بوجود لجان أخرى للتشاور السياسي والتفكير الاقتصادي ولجان تهم عددا كبيرا من قطاعات التعاون الثنائي.

ولم يفت السفير المغربي التذكير بالزيارات بين البلدين وعلى أعلى مستوى، منها زيارة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس لتونس سنة 1956، وزيارة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة للمغرب سنتي 1957 و1958، وزيارة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني ثم زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتونس عام 2014.

وفي سياق آخر تطرق السفير المغربي الى النموذج التنموي المغربي الجديد، مذكرا بخطاب جلالة الملك خلال افتتاح الدورة التشريعية سنة 2017، الذي أكد فيه جلالته على ضرورة إعادة النظر في النموذج التنموي، بالرغم من التقدم الاقتصادي الذي يعرفه المغرب. 

وذكر بدعوة جلالة الملك كل الفاعلين المؤسساتيين الى التفكير في نموذج تنموي جديد، وهي الدعوة التي ستتكرر بعد ذلك، حيث سيتم تعيين لجنة في نونبر 2019 للاشتغال على هذا النموذج، والتي قدمت لجلالته تقريرا مفصلا لخلاصاتها بعد سنتين من الاشتغال.

وقال السفير المغربي إن النموذج التنموي الجديد هو " فكرة وثقافة ومشروع وتمرين في المنهج"، موضحا أنه "تمرين يعتمد على منهجية الحوار والقرب والمشاركة و الإنصات والتداول"، و هو تمرين كذلك في التفكير العمومي الاستراتيجي الذي يقارب أفقا زمنيا يوجد ما بين الزمن القصير للانتخابات و الولايات الحكومية، وما بين الزمن الممتد والطويل للمشروع المجتمعي".

وأبرز أن هذا الأفق هو "الذي يعطي لوجود الأمة معنى، ويعطي لالتفاف المجموعة الوطنية حول أهداف، دقيقة مرسومة، القدرة على التعبئة المجتمعية ".

وأضاف أن هذا النموذج " طموح ومستقبلي، ومرجعية جديدة للسياسات، وطريقة جديدة للعمل العمومي"، مشيرا إلى أنه يشتغل على محاور استراتيجية كبرى، قائمة على التقدم الاقتصادي، وتعزيز وتثمين العنصر البشري، وعلى الإدماج المجالي والاجتماعي ".

واعتبر أن هذا النموذج هو "نوع من الأهداف العامة التي ترسم للأمة إطارا للعمل" و " اختبار للتفكير العمومي وللذكاء الجماعي "الذي يجعل المجموعة الوطنية تبحث عن أجوبة على الأسئلة التي يطرحها العصر المبني على الإرباك وعلى اللايقين " وعن كيفية تحصين الدولة والاقتصاد والمجتمع.

وذكر باللقاءات التي عقدتها اللجنة طوال سنتين، التي كانت اختبارا ومساحة كافية للتداول في الأسئلة التي يطرحها المغاربة بكل حرية، مع مسؤولي الأحزاب والبرلمانيين ومع المنتخبين والشباب.

من جهته تحدث الإعلامي التونسي، سفيان بن فرحات، خلال هذه الحلقة، التي خصصت للفن المغربي والتي قدمت فيها وصلات غنائية مغربية بأصوات تونسية، عن المغرب، معتبرا أن المملكة تتميز بالمزج بين "الأصالة والتفتح".

وأوضح في حديث له خلال البرنامج الذي استضاف الفنانة المغربية حياة الإدريسي عن بعد، أن المجتمع المغربي "مجتمع أصيل جدا وضارب في القدم، كما أنه مجتمع حداثي متفتح بشكل كبير جدا".

وأبرز الإعلامي تعلق المغاربة بالملكية، وكذا العلاقة المتميزة بين الشعب والعرش، وبمحافظة المغاربة على "استمرار مؤسسات مهمة جدا، مثل البيعة وإمارة المؤمنين".

وبخصوص العلاقات بين تونس والمغرب، ذكر بأنها "علاقات قديمة جدا، مشيرا في هذا السياق على سبيل المثال، الى فاطمة الفهرية، المشهورة بين فاس والقيروان، والتي شيدت جامع القرويين وهي من أقدم الجامعات في العالم.

وتحدث عن المغرب الجميل وعوالمه السحرية ومدنه الكبرى، التي تتميز كل واحدة منها بخصوصيات.

وبنوع من النوستالجيا تحدث عن حب التونسيين لفنانين مغاربة من أمثال حميد الزاهر وعبد الوهاب الدكالي والمعطي بن قاسم ونعيمة سميح ومجموعات ناس الغيوان وجيل جيلالة وموسيقى كناوة، مبرزا أن المغرب هو بلد "غبطة الجوار وغبطة المحبة".

اترك تعليقاً