أساتذة وباحثون يناقشون سبل تثمين وحفظ التراث الثقافي الحساني


أساتذة وباحثون يناقشون سبل تثمين وحفظ التراث الثقافي الحساني صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

     التأم ثلة من الأساتذة والباحثين في التراث، يوم الأحد 9 يوليوز 2023 بطانطان، لمناقشة السبل الكفيلة بتثمين وصيانة التراث الثقافي الحساني في ظل التحولات السوسيو - اقتصادية، و ذلك على  هامش الدورة 16 لموسم طانطان ( 7 – 12 يوليوز ) حيث دعوا إلى تثمين وحفظ الثقافة الحسانية وتدوين وتوثيق هذا الموروث وجعله رافعة أساسية للتنمية. خاصة وأن موضوعها "الثقافة الحسانية: رهانات حفظ الذاكرة وصيانة التراث الغير المادي.

وشددوا على وضع مقاربات فكرية تهم صيانة وتثمين التراث الثقافي الحساني المادي والغير كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية والانتقال به من مستوى الخطاب الفكري إلى جعله رافعة أساسية من روافع التنمية المستدامة وذلك من خلال عدة أبعاد منها التوثيق المادي لهذا التراث من طرف جميع المهتمين بالثقافة الحسانية، وتثمينه وإدماجه في مخططات التنمية.
وفي هذا السياق، أبرز أحمد البشير ضماني، باحث في التاريخ والتراث، أن هذه الندوة فرصة لمناقشة سبل وآليات تثمين وحفظ ذاكرة الثقافة الحسانية وصيانة تراثها في ظل تصاعد وتيرة التحولات السوسيو اقتصادية، مشددا على ضرورة إحياء هذا التراث كرأسمال ثقافي ونقله إلى الأجيال الحاضرة والمستقبلية والعمل على جعله ركيزة أساسية للتنمية المستدامة التي يشكل فيها عنصر الثقافة والتاريخ حجر الزاوية في النهضة الاجتماعية وقاعدة صلبة للتطور الاقتصادي. ثم دعا إلى تكثيف البحوث حول الثقافة الحسانية ووضع مناهج علمية لضمان نقلها إلى مختلف الأجيال من خلال التوثيق والتدوين والتكوين.

ومن جانبه، أبرز أحمد مولود الهلال، باحث في التراث والتنمية الثقافية من موريتانيا، أهمية هذه الندوة التي تشكل فرصة لتبادل الأفكار والتجارب بخصوص حفظ وصيانة التراث الغير المادي للثقافة الحسانية، ومناقشة سبل صيانة المجال الحساني الواسع الممتد من وادنون إلى ضفة نهر السنغال. مضيفا
أن المجال الحساني هو فضاء يجمع تنوعا وثراء ثقافيا فريدا يتأثر ويؤثر في ثقافة الجوار حيث يمتد خارج المجال الحساني، داعيا إلى ضرورة لفت الانتباه إلى التراث الحساني العريق لما يعانيه من اندثار في غياب التوثيق وفي ظل التحولات التي عرفها نمط العيش.

أما عبدالعزيز فعراس، باحث بكلية علوم التربية بالرباط، فأبرز من جهته، أهمية الثقافة المجالية البيئية المبدعة عند الإنسان الصحراوي من خلال اللسان الصحراوي الحامل لثقافة ومجالات صحراوية غنية بتراثها المعجمي الحساني الجغرافي البيئي وذلك بهدف صيانة هذه الثقافة المجالية وتثمينها. وتوقف عند دور الثقافة الحسانية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيا في هذا السياق، إلى ضرورة الانتقال من الخطاب الفكري إلى مرحلة تثمين الثقافة الحسانية في تحقيق أهداف التنمية.
أما لالة زليخة بابا، باحثة في الثقافة الحسانية، فشددت على أهمية تدوين وتوثيق التراث الثقافي الحساني، مبرزة أن هذا التراث قد اعتمد منذ عقود بعيدة على الذاكرة في عملية انتقاله من ذاكرة المشايخ إلى الأجيال، وبالتالي فإن صون هذا التراث، تضيف الباحثة، لا ينبغي الاعتماد فيه على الذاكرة لأنها ذاكرة راحلة في النهاية وليست مصدرا أساسيا للمعرفة واستمراريتها.ودعت بهذا الخصوص، إلى تظافر الجهود من أجل تدوين هذه الثقافة وحمايتها من الاندثار في ظل موجة الحداثة.
وتطرق باقي المتدخلين، إلى علاقة الانسان الصحرواي بالمكان كفضاء للعيش والإقامة والتواصل، بالإضافة إلى مكانة الشاي وطقوسه ومختلف الوجبات الغذائية في الأدب الحساني لاسيما الشعر الحساني "لمغنى".

وكان رئيس مؤسسة "ألموكار"، محمد فاضل بنيعيش، قد أكد في كلمة تلاها نيابة عنه، عبدالله العلوي ، عضو بالمؤسسة، أن تنظيم هذه الندوة هو مناسبة لمناقشة الرهانات والتحديات التي تواجهها الثقافة الحسانية من أجل بقائها واستمراريتها، وكذا فرصة لبحث تطور الموروث الحساني البيضاني كتراث حي يتطور ويتغير بتطور المجتمع الصحراوي، مبرزا أن الغاية من هذا الملتقى العلمي هو الوقوف عند ثلاث رهانات أساسية تتعلق بصون هذا الموروث والمحافظة عليه، والتوثيق والتدوين، ثم التنمية المستدامة.

وتتواصل فعاليات الدورة ال 16 لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة "الموكار" إلى غاية 12 يوليوز، تحت شعار "موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة"، بتنظيم ندوات فكرية وأنشطة ثقافية ورياضية وأمسيات فنية وموسيقية بمشاركة فنانين مغاربة وأجانب.

اترك تعليقاً