كرة القدم التركية في مهب الريح


 كرة القدم التركية في مهب الريح صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       دعا المراقبون بتركيا إلى المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح القطاع، بعد حوادث العنف عرفها الدوري . حيث اندلعت أزمة كرة القدم التركية يوم 11 دجنبر الجاري، بعد أن اعتدى رئيس نادي "أنقرة غوجو"، فاروق قوجة، على حكم مباراة فريقه أمام "ريز سبور"، خليل أوموت ميلر، بعد نهاية المقابلة. ووجه قوجة لكمة عنيفة إلى ميلر أسقطته أرضا، ثم تعرض الأخير للركل من قبل عدد من الأشخاص الآخرين، الأمر الذي خلف صدمة واسعة في الأوساط الرياضية والسياسية والإعلامية في تركيا، كما أدانت أغلب الأندية المحلية هذا الحادث، وطالبت بمحاسبة المسؤولين وحماية كرة القدم من أعمال العنف.

الأمر الذي أدى إلى إعلان الاتحاد التركي لكرة القدم تأجيل جميع مباريات الدوري المحلي حتى يوم 19 دجنبر، فيما أدان رئيس الاتحاد، محمد بويوك أكشي، الهجوم قائلا: "ندين بشدة الاعتداء غير الإنساني على الحكم خليل أوموت ميلر، وكل من استهدف الحكام وشجع على ارتكاب الجرائم ضدهم فهو شريك في هذا الاعتداء البشع"، وأجبر رئيس "أنقرة غوجو" على تقديم استقالته، وتم اعتقاله وحبسه هو وثلاثة أشخاص آخرين بتهمة "الاعتداء على موظف عام أثناء تأدية مهامه".

ورغم هذه الإجراءات لم تتوقف أزمة كرة القدم التركية عند هذه السلوكيات المشينة لصورة تركيا الرياضية، فيوم استئناف مباريات الدوري المحلي، تم تسجيل حادثة أخرى، عندما انسحب "إسطنبول سبور" من الملعب احتجاجا على التحكيم خلال مباراته ضد "طرابزون سبور"، كما

اقتحم رئيس الفريق، أكمل فائق ساريالي أوغلو، أرضية الملعب في الدقيقة 74 آمرا فريقه بالانسحاب، رغم محاولة اللاعبين وأطر الفريق بإقناع رئيسهم بالعدول عن قراره، في حين كانت النتيجة تشير إلى تقدم طرابزون بهدفين لهدف واحد. وجرى إلغاء نتيجة المباراة إثر الحادثة.

كما تم تسجيل حادثة جديدة جاءت لتفاقم الوضع. فمساء الأربعاء 20 دجنبر، اندلعت مشاجرة كبيرة خلال مباراة دوري الدرجة الثالثة بين "بورصة سبور" و"ديار بكر سبور"، انتهت بفوضى عارمة،

نشبت اشتباكات عنيفة بين لاعبي وأطر ومشجعي الفريقين، مما أدى إلى تدخل أفراد الشرطة وتوقف المباراة، مع طرد خمسة لاعبين.

وقد أكدت وسائل الإعلام المحلية أن ما يقع "يعتبر وصمة عار على جبين الرياضة التركية، ودليل على وجود مشكلة عميقة في كرة القدم المحلية، وأن هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات صارمة لوقف هاته الحوادث"، ودعا الكاتب الرياضي التركي، أوغور ميليكي، إلى اعتماد "حزمة من التدابير العاجلة لمعالجة الفوضى والعنف المتفشيين في كرة القدم التركية".

واعتبر ميليكي، في مقال نشرته يومية (حرييت)، أن "السبب الرئيسي للفوضى والعنف في كرة القدم التركية ليس اللاعبين، أو المدربين، أو الحكام، بل المسؤولين عن تدبير القطاع".

تبقى حاجة الملحة لإجراء إصلاحات شاملة بقطاع الرياضة، ومراجعة القوانين التأديبية لمنع العنف والفوضى و مراجعة الهيكل الحالي للاتحاد التركي لكرة القدم، لإنقاذ القطاع الكروي من الفوضى والتسيب.               

اترك تعليقاً