تحقيق كتاب الرحلة الحجازية للباحثة كوثر أبو العيد

      قدمت الباحثة المغربية كوثر أبو العيد، اليوم السبت 10 يونيو 2023 بالرباط، تحقيقها لكتاب "الرحلة الحجازية" الحاصل على جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في صنف تحقيق المخطوطات على صعيد الوطن العربي، وذلك في إطار الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

ومن خلال ورقة تقديمية لهذا النشاط، ظهر أن كتاب "الرحلة الحجازية" هو في الأصل مخطوط للفقيه والفلكي والميقاتي محمد حجي الهاشمي بوشعرة الذي ارتحل إلى المشرق العربي في ظرفية زمنية مهمة من تاريخ المغرب، وكان شاهدا على فترة الحماية الفرنسية، حيث كانت رحلته سنة 1348 هجرية الموافق لسنة 1930 بمثابة مغامرة حقيقية بكل المقاييس، خاصة أن فرنسا فرضت حينها "الظهير البربري" الذي كان من بين أهدافه المسطرة التفرقة بين العنصر العربي والأمازيغي.
وحسب المصدر ذاته، فقد التقت الكاتبة أبو العيد بعائلة الشخصية التاريخية محمد حجي الهاشمي بوشعرة الذي عاش قبل عشرات السنين تفاصيل الرحلة المثيرة وحرص على توثيق ما جاء فيها على مخطوط مكتوب بخط مغربي، وانطلقت بعدها في إنجاز عملها الأدبي بعد حصولها على موافقة العائلة.
وتقول إنني "اشتغلت على هذه الرحلة أزيد من ستة سنوات، حيث نلت بها أطروحة دكتوراه تخصص تاريخ العلاقات المغربية المشرقية في التاريخ الحديث والمعاصر بميزة مشرف جدا في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وهي في الأصل مخطوط وجدته بقسم المخطوطات بالخزانة الوطنية بالرباط".
وتضيف أن "الرحلة تسلط الضوء على جوانب من التاريخ الاجتماعي للمشرق، حيث أسهبت في التعريف بجوانب عديدة من حياة المجتمع الشرقي. وهنا جاءت ملاحظات الرحالة بوشعرة دقيقة وصادقة وموضوعية"، مبرزة أن "الرحلة ناقشت عدة قضايا مهمة وحساسة. وهي تغري بالقراءة لأنها كتبت بأسلوب يجمع بين المتعة الأدبية والمعرفة التاريخية والموسوعية لبوشعرة".
تجدر الإشارة أن هذه الرحلة التي قامت الكاتبة بدراستها وتحقيقها ، فازت بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في صنف تحقيق المخطوطات على صعيد الوطن العربي، حيث تم التتويج في أبو ظبي وتسلمت الكاتبة الجائزة من قبل الأمير الشاعر محمد أحمد السويدي المشرف على مشروع ارتياد الآفاق والمركز العربي للأدب الجغرافي.
وإلى جانب تحقيق "الرحلة الحجازية"، صدرت للكاتبة، وهي عضوة اتحاد المؤرخين الآثاريين العرب، مؤلفات منها "الرحلة قضايا وتأملات"، و"أدب الرحلة زمن الحجر الصحي"، و"الرحلة باعتبارها مصدرا تاريخيا"، و"الحركة الفكرية بالمغرب زمن الحماية الفرنسية".