المغرب يجدد التأكيد أمام مجلس السلم والأمن الإفريقي على دعمه لعملية سياسية شاملة في ليبيا
جدد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي
واللجنة الاقتصادية لإفريقيا "محمد عروشي"، في كلمة خلال اجتماع لمجلس
السلم والأمن، يومه الثلاثاء بأديس أبابا، دعم بلاده لعملية سياسية شاملة في ليبيا،
مؤكدا أن المغرب يعتبر أن الحل السياسي والحوار بين مختلف الفاعلين الليبيين، هما
السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد منذ سنوات. موضحا أن القضايا
المطروحة على الساحة الليبية لا يمكن حلها إلا من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية
تؤدي إلى إحداث مؤسسات ذات مصداقية، مذكرا بأن المملكة لعبت دورا أساسيا في إنهاء
النزاع السياسي وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في ليبيا، علاوة على دعم مؤسسات
الدولة الليبية في السيطرة على الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، لا
سيما من خلال احتضان اتفاق الصخيرات، الموقع في 17 دجنبر 2015.
وأشار السيد "عروشي" إلى أن اللقاءات التي
ينظمها المغرب بين الأطراف الليبية تندرج في إطار الجهود الخالصة التي تبذلها
المملكة لتسوية الأزمة سلميا ودون تدخل خارجي، مشددا على أن المملكة، التي تتعاون
مع كافة المؤسسات الليبية باحترام ومصداقية، ستواصل جهودها لتقريب وجهات نظر
الأطراف الليبية من خلال احتضان الفاعلين والمسؤولين الليبيين، مع دعم جهود البعثة
الأممية في ليبيا في هذا الباب، وذلك بهدف الحفاظ على السيادة الليبية واستعادة
الأمن والاستقرار في هذا البلد المغاربي الشقيق في أسرع وقت ممكن. مبرزا أن المغرب يدرك أن
تعدد التدخلات الخارجية في الملف الليبي والأجندات الدولية المتعارضة ينعكس سلبا
على تسوية الأزمة الليبية ويعمق الانقسامات الداخلية ويهدد أي مسلسل سياسي سلمي،
في وقت تحتاج فيه ليبيا إلى مصالحة حقيقية بين كافة الأطراف وعمل تشاركي يساهم فيه
جميع الليبيين في بناء وتعزيز مؤسسات الدولة.
كما أكد الدبلوماسي المغربي أن الظروف مهيأة حاليا
في ليبيا لإحراز تقدم في العملية السياسية، لافتا إلى أن حل مسألة الشرعية لا يمكن
أن يتم إلا من خلال عملية انتخابية شفافة وشاملة، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل للأزمة
الليبية، لما لها من تأثير على أمن واستقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.