الفن المغربي المعاصر في ندوة بأصيلا في موسمها الثقافي الدولي


الفن المغربي المعاصر في ندوة بأصيلا في موسمها الثقافي الدولي صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أكد المشاركون في ندوة "الفن المغربي المعاصر والسؤال الثقافي"، اليوم السبت 15 يوليوز بأصيلة، أن دمقرطة الولوج إلى الفن المعاصر بالمغرب تمر عبر تعزيز لا تمركز السياسات الثقافية.

خلال الجلسة الثانية للندوة المقامة في إطار الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 44، دعت منظمة المعارض، عزيزة العراقي، وهي مديرة رواق "كانت"، إلى تقوية التأطير حتى يصبح الفن فضاء للتنمية الاجتماعية والثقافية، مفتوحا ومتاحا بكل جهات المغرب، وليس محركا للتنمية الاقتصادية فقط.

ورأت السيدة العراقي أن الإشكالات التي تحول دون تطور "السوق الفنية بالمغرب يتمثل عدم قدرة الفنانين على الدفاع عن أعمالهم الفنية، مما يستدعي، في نظرها، إيلاء أهمية كبرى للبحث والتكوين في الفن المعاصر من أجل خلق جيل من الفنانين يكون قادرا على المساهمة في تطوير وتنمية "السوق الفنية"، ومن أجل أن قدرة الفنانين على "إثبات ذاتهم مهنيا من أجل التموقع في السوق الفنية".

وتطرق الناقد الفني، عبد الله الشيخ للموضوع من زاوية أخرى، معتبرا أن المغرب قد أصبح ذا تراكمات ثقافية وفنية متنوعة تتيح طرح أسئلة وإشكالات ممتدة، مما لم يسمح أن "لا نحتكم لنظرة الآخر لنا".

وربط الناقد بين السؤال الثقافي وسؤال الحداثة، مما يفرض، في نظره، الإجابة عن سؤال "هل استوفينا شروطها – الحداثة - التاريخية"، مشيرا إلى أن الكلام عن الفن المغربي المعاصر "حديث عام يجب ألا نستعمل فيه لغة الإقصاء".

أما الفنان التشكيلي حسن الشاعر، فاعتبر أن الفنان، كيفما كانت هويته، وأينما وجد، يجب أن تتوفر فيه أربع نقط هي: الملاحظة والحس والفهم والتعبير، إذا أراد أن يصبح إبداعه كونيا، ولو بقي حبيس موطنه الأصلي، وأشار إلى تجربته الشخصية، التي تمتح من مفاهيم النزوح واللجوء والاغتراب، منطلق من أسئلة ذاتية من أجل تحويل المادة إلى إبداع، مسجلا أن الفنان "لا يمكنه أن يكون معاصرا إلا في تقاليده المحلية".

وتطرق الفنان التشكيلي، يوسف وهبون، وهو أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، للعلاقة بين الرسام والمعرفة بالفن، لافتا النظر إلى تلازم المعرفة النظرية بالعملية الإبداعية، هذه الأخيرة التي يجب أن تكون مصحوبة بعمل تأملي لأن المعرفة الفنية تشكل "أداة ضرورية يجب إتقانها من قبل كل الفنانين"، مع ضرورة القيام بمبادرات ثقافية تتيح التبادل المباشر للآراء بين الفنان وجمهوره.

يذكر أن الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 44 التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستمر إلى غاية 25 يوليوز الجاري.

وتخصص هذه الدورة الصيفية للفنون التشكيلية، حيث إضافة إلى ندوة اليوم، ستنظم ندوة أخرى حول "التشكيل المغربي والتداول النقدي" يومي 20 و21 يوليوز الجاري، فضلا عن حفل تكريم الفنان التشكيلي المغربي عبد الكبير ربيع يوم 16 يوليوز الجاري.

كما تعرف هذه الدورة تنظيم مشاغل الصباغة والحفر والطباعة الحجرية (الليتوغرافيا) بمشاركة 29 فنانا في مشاغل الفنون التشكيلية في قصر الثقافة و"مشغل الأطفال مواهب الموسم" في حدائق قصر الثقافة.

اترك تعليقاً