تلاميذ بأكادير يستكشفون عوالم البحار في سفينة علمية للبحث
قام عدد من التلاميذ بمؤسسات تعليمية تابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأكادير إداوتنان، اليوم الاثنين، بزيارة استكشافية للسفينة العلمية "الأمير مولاي عبد الله" للبحث البحري، المتواجدة بالميناء التجاري بأكادير والتابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
وتندرج هذه الزيارة التي نظمها مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة التابع لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة، ضمن سلسلة من الأنشطة التحسيسية أعدها المركز احتفاء باليوم العالمي للمحيطات، الذي يتم تخليده في 8 يونيو من كل سنة.
وتروم هذه الزيارة الاستكشافية إلى هذه السفينة التي تم صنعها باليابان عام 2000 في إطار التعاون بين المغرب واليابان، وانطلق العمل بها سنة 2001، تحسيس وتوعية التلاميذ بأهمية البحر وقيمته لاسيما ما يتعلق بالثروات السمكية وضرورة الحفاظ عليها. كما شكلت فرصة من أجل الوقوف على مهام ومكونات هذه السفينة التي يبلغ طولها حوالي38.50 متر 500 متر وعرضها 7.80 أمتار، وكذا التعريف ببعض معداتها العلمية وآلياتها المستعملة في الإبحار (مقود، محرك، رادار، أجهزة لتحديد السرعة والمسافة بين البواخر ومعرفة عمق البحر وتحديد الموقع " GPS"، وسائل السلامة البحرية، معدات الصيانة..)، فضلا عن التعريف بمهام طاقم السفينة وفريق البحث المتواجد بها.
ومن أهداف سفينة "الأمير مولاي عبد الله" العلمية التي تغطي مسافة 3500 كيلومتر على طول الشريط الساحلي بالواجهتين البحريتين المحيط الأطلسي، والبحر الأبيض المتوسط، القيام برحلات علمية في البحر بأعماق تصل إلى حوالي 500 متر من أجل إجراء أبحاث متعددة التخصصات تهم دراسة الثروات البحرية ودراسة التلوث البحري والبيئة وتأثير التغيرات المناخية على المحيطات والبحار وعلى الكائنات البحرية.
وتضم هذه السفينة عدة مرافق منها قاعة مخصصة لمختبر المسح بالصدى، ومختبر بيولوجي، وقاعة قيادة السفينة، وغرف خاصة بطاقم السفينة وفرق البحث العلمي. وأكد ميلود أزرهون، المنسق الجهوي للمشاريع البيئية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بسوس ماسة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذه الزيارة الاستكشافية إلى السفينة العلمية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية، يندرج في إطار تنفيذ برنامج تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتنسيق وتعاون مع الأكاديمية فيما يتعلق بتفعيل البرامج الوطنية الخاصة بالتربية البيئية.
وأبرز السيد أزرهون، وهو أيضا رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، أن الهدف من هذه الزيارة هو تقريب التلاميذ من المجهودات الكبيرة التي تبذلها مؤسسات البحث العلمي فيما يتعلق بتعزيز البحث العلمي في مجال الأحياء البحرية، وأيضا فرصة لاكتشاف هذا المجال كمجال حامل للمهن وللدراسة والبحث، مشيرا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات يدخل ضمن الاهتمام بالأحياء البحرية والمقومات الطبيعية المتواجدة في المجالات المائية وخاصة البحرية منها. من جهته، أكد محمد بوشكرة، باحث في المركز الجهوي للبحث في الصيد البحري بأكادير والتابع للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن تنظيم هذه الزيارة إلى السفينة العلمية لفائدة التلاميذ تأتي في إطار الأنشطة التحسيسية والتوعوية لفائدة الشباب والتلاميذ بأهمية وقيمة البحار والمحيطات لاسيما ما يتعلق بالثروات السمكية، مبرزا أن المعهد هو على استعداد دائم من أجل دراسة وجمع كل المعطيات البحرية التي تمكننا من معرفة وتتبع الثروات البحرية وخاصة الأسماك.
وأشار إلى أن هذه السفينة تتكون من مجموعة من المعدات العلمية منها بالخصوص، معدات للمسح بالصدى تمكننا من تتبع الأسماك ومعرفة مكوناتها والعوامل الطبيعية التي تتحكم فيها والتي تمكن من معرفة مجموعة من المعلومات التي تخص الثروات السمكية.