ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب ملحمة حاسمة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة


ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب ملحمة حاسمة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اليوم الأربعاء بالداخلة، أن الذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب تعد محطة تاريخية مشرقة جسدت ملحمة بطولية حاسمة في مسيرة النضال الوطني الموصول من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
وأوضح  خلال مهرجان خطابي نظمته النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن تخليد الذكرى لاسترجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن يعد مناسبة سانحة، لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الخالد ولتدبر دلالاته واستخلاص الدروس والعبر، وللعودة بالذاكرة إلى محطات مجيدة من نضالات الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد، في مواجهة التغلغل الاستعماري وتسلطه.
وفي معرض كلامه، استحضر أن المغرب تصدى للأطماع الأجنبية وناهض أبناؤه الوجود الاستعماري في سبيل نيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية ، واتخذ مسارا متواصل الحلقات ومتعدد الأشكال والصيغ. فمن المقاومة المسلحة الأولى والانتفاضات الشعبية إلى النضال السياسي، إلى أن تحقق النصر بعودة بطل التحرير والاستقلال، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله مثواه من المنفى إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955، وإعلانه رحمه الله انتهاء فترة الحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال، ودعوة جلالته إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر من أجل بناء وإعلاء صروح الوطن وتنميته وتقدمه.
ومما أضافه أن انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 شكلت إشارة قوية، تعكس عزم المغاربة كافة وإصرارهم على استعادة باقي الأجزاء المغتصبة من أراضيهم. وشهدت ربوع الصحراء المغربية العديد من المعارك والملاحم البطولية التي تكبد فيها الاحتلال الأجنبي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وبعد أقل من سنتين ، حصلت البلاد على استقلالها، وقرر أب الأمة ومحرر الوطن القيام بزيارة لمناطق درعة بما فيها إقليمي زاكورة وتنغير ما بين 20 و26 فبراير 1958، ودعا جلالته في هذه الزيارة لمواصلة الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية، مذكرا بأن خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس التاريخي بمحاميد الغزلان، كان بمثابة نداء لمواصلة التعبئة لتحرير ما تبقى من الأطراف المغتصبة والسليبة من الوطن.
وتابع أنه لم يمض على هذه الزيارة الملكية سوى شهر ونصف حتى تحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958، ليتم بعد ذلك استرداد مدينة سيدي إفني إلى حظيرة الوطن يوم 30 يونيو 1969.
وأبرز أن مسلسل استكمال الوحدة الترابية توج بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغتصبة، ولترتفع راية الوطن خفاقة في سماء مدينة العيون في 28 فبراير 1976 إيذانا بإجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، وكذلك كان يوم 14 غشت 1979 إعلانا عن استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن.              

وأكد أن الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة يعد مناسبة لتجديد التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الترافع على قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، التي تعد بحق المنظار الذي يحدد من خلاله المغرب مسار علاقاته الخارجية.                                           

 وبهذه المناسبة، تم تكريم ستة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، وذلك في إطار تكريس ثقافة الاعتراف والوفاء والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله ووحدته.
من جهة أخرى، خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن.

اترك تعليقاً