السيد هلال يؤكد أن الأمن الغذائي في إفريقيا أولوية استراتيجية لجلالة الملك
أكد السفير الممثل الدائم
للمغرب لدى الأمم المتحدة "عمر هلال"، يومه السبت في مداخلة له خلال
دورة استثنائية من منتدى ''كرانس مونتانا'' بجنيف، أن صاحب الجلالة الملك محمد
السادس وضع الأمن الغذائي واستدامة النظم الغذائية في صلب الأولويات الاستراتيجية
لإفريقيا وأولوية ضمن استراتيجيته للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، موضحا أنه
بفضل هذه السياسة الملكية الإرادية، تمكن المغرب من إرساء "مقاربة
متكاملة" تهدف إلى ضمان توفر الغذاء، وتعزيز التنمية الفلاحية والقروية
المستدامة، وإعطاء الأولوية لحماية الموارد الطبيعية والتكيف مع تغير المناخ،
مشيرا إلى أن التعاون "التضامني والمتبصر" لجلالة الملك يركز بشكل أساسي
على المبادرات والمشاريع والاستثمارات العمومية والخاصة لإطلاق الإمكانات الكاملة
للفلاحة المستدامة في إفريقيا.
وأضاف السيد "هلال" أن هذا التعاون يتم تنفيذه من
خلال ثلاث أدوات: وزارة الشؤون الخارجية، التي تضطلع بمهمة الإشراف على التنفيذ
المنظم للرؤية الملكية للتعاون جنوب-جنوب، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات
العمومية والاستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ومجموعة المكتب الشريف
للفوسفاط، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائد القاري في سوق الأسمدة. مذكرا بإطلاق المغرب سنة
2016 لمبادرة "تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية"، وكذا
مبادرة "تريبل إس"، التي تم إطلاقها إلى جانب السنغال، والتي تهدف إلى
دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا، وكذا افتتاح 12 تمثيلية لمجموعة
المكتب الشريف للفوسفاط في مختلف مناطق القارة، وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة
استجابة للارتفاع الكبير في أسعار المخصبات في أعقاب النزاعات الجيوسياسية التي
شهدتها القارة خلال السنتين الأخيرتين، لافتا إلى أن المجموعة المغربية قامت بمنح
آلاف الأطنان من الم خصبات للعديد من البلدان الإفريقية، وهي مبادرة تندرج في إطار
التضامن والعناية التي توليها المملكة للفلاحين الأفارقة.
وأكد السفير على أن انعدام الأمن الغذائي أضحى "معضلة
أمنية عالمية تؤجج الصراعات وتتسبب في تدفقات الهجرة، وتفاقم عدم الاستقرار
السياسي، وتوفر أرضية خصبة للتطرف العنيف"، كما لفت الانتباه إلى الترابط بين
الأمن الغذائي وتغير المناخ والنزاع المسلح، مشددا على أن كل عامل من هذا الثالوث
يؤدي إلى تفاقم العاملين الآخرين، مما يخلق تحديا عالميا للتنمية المستدامة.
وأبرز الدبلوماسي المغربي ضرورة "وضع الأمن الغذائي ضمن
منظور الاستدامة والإنصاف الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والتضامن الدولي والسلام
والأمن الدوليين".
ويعتبر منتدى "كرانس مونتانا" موعدا لا محيد عنه
لصناع القرار وعالم الأعمال، لمناقشة القضايا الكبرى.