الثوابت الدينية المغربية-الإفريقية مكون أساسي للهوية المشتركة لشعوب القارة


الثوابت الدينية المغربية-الإفريقية مكون أساسي للهوية المشتركة لشعوب القارة صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      انطلقت يومه الأربعاء أشغال الدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تحتضنها العاصمة العلمية فاس ما بين 6 و8 دجنبر الجاري، وذلك بمشاركة حوالي 400 عضوا بالمؤسسة يمثلون 48 بلدا، إلى جانب العلماء المغاربة الأعضاء بالمجلس الأعلى للمؤسسة، كما أنها تتميز بانضمام 14 فرعا جديدا للمؤسسة تمثل بلدان بوروندي وبوتسوانا والكونغو برازافيل والرأس الأخضر وإسواتيني وغينيا الاستوائية وليسوتو وموريشيوس وموزمبيق وناميبيا وجنوب السودان وسيشيل وزامبيا وزيمبابوي. بالإضافة إلى أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ستنظم على هامش أشغال الدورة، بعد غد الجمعة بخزانة جامع القرويين، حفل الإعلان الرسمي عن "ميثاق العلماء الأفارقة".

وفي هذا السياق أكد رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غينيا "عبد الكريم ديوباتي" في كلمة باسم علماء المؤسسة، أن الثوابت الدينية المشتركة بين المغرب وباقي البلدان الإفريقية تعتبر إحدى المكونات الأساسية للهوية التي توحد بين أبناء شعوب هذه البلدان في المواقف والقناعات والاختيارات، حيث أن هذه الثوابت الدينية المشتركة "تشكل منظومة متكاملة من السمات الروحية والاختيارات التدينية التي أصبحت قوية أكثر من أي وقت مضى بفضل جهود ومبادرات مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي يحرص مبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أن تكون إطارا للتعاون وتبادل التجارب وتنسيق الجهود بين العلماء الأفارقة"، موضحا أن "علماء القارة الإفريقية اجتمعوا على أصول ومذاهب تم الاتفاق عليها والالتزام بها اقتداء بالسلف الصالح في ممارستهم لشعائر الدين تحت مظلة إمارة المؤمنين". مضيفا أن "العلاقات الدينية والروحية بين البلدان الإفريقية تعتبر علاقة أخذ وعطاء وتفاعل، مما يتيح الاشتراك في اختيارات دينية أسسها ورعاها العلماء وحراس الوجود المعنوي للأمة المؤتمنون على تبليغ شرع الله في أسسه ومقاصده".

علاوة على ذلك، شدد "ديوباتي" على أن اهتمام المملكة بالشأن الإفريقي "متجذر في التاريخ وثمراته في العصر الحاضر"، مستشهدا بحضور العلماء الأفارقة المستمر في الدروس الحسنية واحتضان مدينة فاس لمؤتمرات ومهرجانات الطرق الصوفية، وكذا توقيع اتفاقيات عديدة للتعاون في مختلف مجالات التنسيق في الشؤون المشتركة، وخاصة في المجال الديني. منوها كذلك بالأثر الواسع والإشعاع البالغ لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في مختلف البلدان الإفريقية التي يستفيد أبناؤها من القيمين الدينيين وطلبة العلم الشرعي من تكوينات علمية ودينية عميقة تمكن من التشبع بقيم الوسطية والاعتدال، "وهو ما جعل النموذج المغربي في تدبير مجال الشأن الديني يحظى بالقبول وتسعى كثير من البلدان الإفريقية إلى استلهامه والاستئناس به".

وعن إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة اعتبر المتحدث نفسه أنها "مبادرة كريمة نابعة من الاستجابة لتشوق العلماء الأفارقة إلى التعاون وتوحيد الجهود"، مضيفا أن "مقتضيات الظهير الشريف المؤسس للمؤسسة واضحة في الحيثيات والأهداف، بما ينسجم مع القوانين الجاري بها العمل في كل بلد".

اترك تعليقاً