المساعدات لإعادة البناء المنازل المهدمة من زلزال الحوز

       بدأت الحياة بعد مرور أزيد من شهرين على وقوع زلزال الحوز، تعود تدريجيا إلى قرية "تجكالت" بجماعة تافنكولت (إقليم تارودانت)، وهي إحدى القرى التي تأثرت  من هذه الكارثة الطبيعية. وهي قرية صغيرة تبعد مائة كيلومتر عن مركز مدينة تارودانت . واستفاد سكانها كباقي المناطق المتضررة من الدعم الاستثنائي، بالإضافة إلى الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المهدمة جراء الزلزال الذي خصصته الحكومة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

فقد غير الزلزال معالم الحياة ومعالم المنطقة ومعها أقدار العديد من الأسر، حيث في لحظات، تحولت "نجكالت" القرية الجبلية الهادئة، إلى منازل منهارة بالكامل، وأخرى مهجورة، أما من بقي فيها فقد بات شاهدا على حياة لن تعود بألم الفقد كما كانت قبل ليلة الثامن من شتنبر 2023.

وفي بوح لخالد جعا (50 عاما)، وهو أحد الناجين الذين فقدوا 11 فردا من عائلته، رسم الصورة ويقول "في تلك الليلة تناولنا وجبة العشاء وبدأنا نستعد للنوم، وفجأة شعرنا بالبيت يتحرك ويهتز بشدة، ثم وقع علينا". وأضاف وقلبه يهتصر بألم فراق الأحباب وذكريات المكان الذي بات ركاما،"لقد حاولنا الهروب إلى مكان آمن، لكن الزلزال كان أقوى مما يمكننا تحمله، خلال لحظات، بعد ذلك حاولت البحث عن أهلي وسط الظلام"، ويسترجع تلك اللحظة، قائلا " انتظرت مدة في مكاني حتى انفض الغبار، وبدأت أنادي على بناتي وزوجتي وأبي وأمي، لكن لم أكن أسمع أي رد". و"عندما توقف الزلزال، كانت القرية في حالة خراب تام، لم يكن هناك شيء يشبه ما كان عليه من قبل، "لقد فقدت الدار ومن يسكنها".

إلا أن خالد استطاع نفض غبار أحزانه والنهوض من جديد، قائلا "في نهاية المطاف، كان الزلزال لحظة اختبار صعبة لإيماننا، ولكنه أيضا لحظة لإدراك قيم التكافل والتضامن التي خففت عنا عبء الفاجعة، معبرا عن شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية التي ما فتئ جلالته يوليها لهم من خلال تقديم الدعم والمساعدة اللازمين في هذه الظرفية الصعبة.

دائما ما تكون بين طيات المحن ومن تحت ركام الزلزال تولد بوارق أمل تعكس حس التضامن والتآزر الذي أبان عنه المغاربة ومنبع القوة والإرادة للناجين من أجل محاولة إعادة بناء كل شيء انهار حولهم.