منح جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء لمنظمة تثمين نهر السنغال
قال سفير المغرب بالسنغال، حسن الناصري، إن منح جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء لمنظمة تثمين نهر السنغال، وهي مؤسسة يوجد مقرها بدكار، "يعطيها بعدا عالميا" وفرصة لتقاسم تجربتها خارج افريقيا.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية لتقديم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، التي منحت لمنظمة تثمين نهر السنغال بمناسبة المنتدى العالمي للماء المنعقد ما بين 21 و26 مارس، والتي شارك فيها المفوض الأعلى لمنظمة تثمين نهر السنغال حاميت ديان سميغا، والمفوض الأعلى لمنظمة تثمين نهر غامبيا الحاج لاسانا فوفانا، والأمين العام بالنيابة لمنظمة تثمين نهر السنغال.
وأكد سفير المغرب أن اختيار هذه المؤسسة المرموقة، لمنحها جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء "لم يكن بالصدفة" بل قرارا تم اتخاذه بناء على معايير صارمة للغاية في إطار لجنة متخصصة، مضيفا أن تتويج هذه المؤسسة هو "نتاج عمل جاد تم القيام به من خلال أبحاث وتحريات وعمليات تقييم وتنقلات".
وأكد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر رفع قيمة الجائزة من مائة ألف دولار الى خمسمائة ألف دولار، مشيرا إلى أن منظمة تثمين نهر السنغال تشارك في كافة جهود التنمية البشرية في الدول الأعضاء بما يعزز الروابط التي تجمع بين الشعوب بفضل التدبير السلمي لمياه نهر السنغال.
يشار إلى أن جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، في دورتها السابعة، تم تسليمها للمفوض الأعلى لمنظمة تثمين نهر السنغال، من قبل وزير التجهيز والماء، نزار بركة، خلال الافتتاح الرسمي للمنتدى العالمي التاسع حول الماء الذي عقد بدكار.
ومنحت الجائزة التي أحدثت في العام 2002، لأول مرة خلال المنتدى العالمي للماء بكيوتو باليابان العام 2003. وتعد الجائزة مبادرة مشتركة بين المملكة المغربية والمجلس العالمي للماء، تخليدا لذكرى المغفور له الملك الحسن الثاني، ولمبادراته لفائدة التعاون الدولي، والحفاظ على الموارد المائية.
وأبرز السفير في كلمته تجربة منظمة تثمين نهر السنغال في مجال "التدبير السلمي والاخوي والودي" لهذا المورد النفيس الذي تتزايد ندرته"، مضيفا ان هذه التجربة، تساهم في التنمية والتقارب بين بلدان وشعوب المنطقة.
وأكد أن تدبير القرب هذا بين كافة الشعوب والنخب بالمنطقة يتيح إرساء شروط السلام المستدام بالمنطقة، مشيرا إلى أن منظمة تثمين نهر السنغال "التي نفخر بها كأفارقة"، تقدم مساهمات هامة ضمن تراث تدبير الماء في العالم.
وأبرز حسن الناصري أيضا السياسة المتبصرة، التي نهجها المغفور له الحسن الثاني، والتي يواصلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في ميدان تدبير الموارد المائية، من خلال بناء سدود ضخمة في كافة انحاء التراب الوطني، والتي وصل عددها الى نحو 149 من السدود الكبرى و136 من السدود الصغرى والمتوسطة.
وتابع السفير أن هذه السياسة في مجال البنيات التحتية المائية التي تغطي كافة التراب الوطني، وتشمل كافة المناطق الفلاحية، مكنت المملكة من مواجهة التقلبات المناخية، والمساعدة على بقاء الساكنة في مواطنها، والرفع من المنتجات الموجهة للتصدير، فضلا عن تعزيز الاكتفاء الذاتي للبلاد في الفروع الاقتصادية ذات الأولوية.
من جهته حرص المفوض الأعلى لمنظمة تثمين نهر السنغال، على تجديد شكره لصاحب الجلالة وللحكومة والشعب المغربي، على جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، التي قال انها "تشرف كل افريقيا والعالم".
وأبرز حامت ديان سميغا الرؤية المتبصرة للمغفور له الحسن الثاني، مؤكدا ان المغرب يشكل اليوم "مرجعا عالميا" في مجال سياسة تدبير الموارد المائية.
واعتبر ان جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء هي بمثابة " نوبل للماء" مشيرا الى ان منظمة تثمين نهر السنغال استحقت هذه الجائزة لكونها تموقعت كعنصر للاستقرار والتنمية، وبناء السلام.
وأضاف أن العرض الطاقي للمنظمة من اجل تثمين نهر السنغال، مكن من تقليص ملموس للإنتاج الحراري الباهظ الكلفة.
وقال إن بلدان غرب افريقيا تواجه تحديات كبرى على الصعيد الفلاحي والطاقي، ومن اجل مساعدتها، قامت منظمة تثمين نهر السنغال ببناء أربعة سدود مائية (دياما، منانتالي،فيلو وغوينا)، مشيرا الى ان هذه السدود وخطوط نقل الطاقة ساهمت في تحسين جودة واستمرارية التزود بالكهرباء في مالي (ما بين 40 و50 في المائة) وموريتانيا (ما بين20 و30 في المائة) والسنغال (ما بين 10 و12 في المائة).
وأضاف أن هذه البنيات التحتية مكنت أيضا البلدان الأعضاء، من اقتصاد مليار دولار خلال 14 سنة، والتي كان سيتم انفاقها في الإنتاج الحراري للكهرباء.