كأس أمم إفريقيا 2023 وديبلوماسية المؤثرين المغاربة


كأس أمم إفريقيا 2023 وديبلوماسية المؤثرين المغاربة
عبد الرحيم اسويطط

       كل الصور والفيديوهات القادمة من ساحل العاج تعطي الانطباع بأن دورة كأس أمم إفريقيا لسنة 2023 هي دورة غير عادية ، مغايرة واستثنائية في بعدها السياسي والثقافي .  

بعيدا عن مجريات المقابلات والتنافس داخل رقعة الميدان تقفز إلى الواجهة صور مجموعة من المؤثرين المغاربة"صابر ، الزبير...." الذين أثثوا واجهة الأحداث الاجتماعية والثقافية والسياسية ببلد "ديديي دروغبا " .

استطاع هؤلاء بعفوية صادقة أن يرسموا صورة إيجابية عن المغاربة ، ويبينوا على قدرة عجيبة على الاندماج داخل الثقافة الافريقية جنوب الصحراء عموما ، ولم يجدوا صعوبة في التفاعل مع كل التجليات الايجابية للتراث الايفواري على وجه الخصوص .

لقد وجدوا في "سان بيدرو" مثلا مساحة شاسعة لنشر الفرح والبسمة على وجوه البسطاء من الساكنة المحلية وأن يشاركوهم حياتهم اليومية بدون انتقاص او تجريح ، ودون إحساس بالتميز أو الاختلاف .

من سوق إلى سوق ومن شارع إلى شارع حملوا هواتفهم ووثقوا طرق عيش الناس وانماط أكلهم وتقاسموا معهم أكلهم ورقصهم وأحلامهم الكروية ، كما تقاسموا مع المشاهد خلف شاشات الهواتف الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم والخوف من إقصائهم .

شباب مغربي متشبع بالمغامرة ،قطع مسافات طويلة معتمدا على إمكانياته الذاتية من أجل دعم المنتخب المغربي ،مسترجعا ملحمة قطر2022 ، وسخر كل الوسائط لتسويق صورة المغرب الإفريقي المتشبث بقيم التعايش والتضامن والحب .

لقد وجد المغرب نفسه أمام سفراء جدد وبصورة غير نمطية ، سفراء الكرة ، وسفراء التيكتوك والانستغرام ، يلتحفون العلم الوطني ليحولوا اهتمام الشارع الرياضي العاجي نحو المغرب كنموذج شمال إفريقي للمحبة والإخاء والاندماج والتواصل .

تحول " الزبير وصابر" إلى ايقونتين داخل ساحل العاج ، وحظيا باستقبالين رسميين من طرف وزير السياحة والترفيه ، الذي شكرهما على حسن تسويق الثقافة الايفوارية، وعلى دورهما في نشر الصور الايجابية للثقافة المحلية.

إن هذا الحضور النوعي لبعض صناع المحتوى المغاربة كرس الاقتناع بأن تثبيت الحضور المغربي في إفريقيا يحتاج تسويق اشكال جديدة من الديبلوماسية ومدها بكل مقومات البقاء والاستمرار، خاصة بعد ان سجل المغرب سياسيا وثقافيا نقطا إيجابية أنست المغاربة مرارة الإقصاء من "الكان ".

اترك تعليقاً

الحسين القرفي : كل هذه الأحداث جميلة أخي عبد الرحيم و الأجمل من ذلك وجود أقلام جميلة تنقل لمغاربة العالم الأحداث في صورة فنية رائعة تبعث على الاعتزاز بالهوية المغربية فشكرا أخي عبد الرحيم و مزيدا من التألق

رشيد، تلميذ مر بين يديك ذات مواسم بوادي الذهب : تحليل يعطي الكان قيمته التي التقطتها عدسات التواصل الاجتماعي، وترجمتها ذائقتك أستاذي الكريم.لك مني عميق الامتنان