رجل أعمال عصامي فرض نفسه في مجال التنقل على الصعيد الدولي

يعد عثمان الكثيري أحد الوجوه البارزة في عالم الأعمال، حيث استطاع أن يفرض نفسه كرائد في قطاع التنقل العالمي.
وهو مقيم في إسبانيا، ويقود مجموعة متعددة الجنسيات متخصصة في خدمات التنقل، وأضحى اسما مرادفا للنجاح والطموح، مما يجعله نموذجا للتفوق المغربي على الساحة الدولية.
إنه جريء يتمتع بحس تجاري قوي، تمكن هذا المقاول المخضرم، البالغ من العمر 45 عاما، من أن يصبح، في غضون سنوات قليلة، أحد الفاعلين الرئيسيين في مجال حلول التنقل في أوروبا.
ورغم حصوله على شهادة في الهندسة الزراعية من باريس، سلك طريقا مغايرا، فأسس (OK Mobility)، التي تحولت، خلال عقدين من الزمن، إلى واحدة من أكبر الشركات الأوروبية في قطاع حلول التنقل.
وبدأت رحلة نجاح ابن مدينة الدار البيضاء من مايوركا سنة 2004، حيث استطاع تحويل مشروعه إلى مجموعة مزدهرة تنشط، اليوم في أكثر من 20 دولة حول العالم، وتعتمد على شبكة تضم أكثر من 70 فرعا، محققة مداخيل سنوية تقدر بمئات الملايين من اليوروهات.
بفضل رؤيته المستقبلية واستراتيجيته الدقيقة، تمكن الكثيري من التكيف مع تطورات السوق، من خلال تطوير خدمات مبتكرة تشمل التأجير، والبيع، والتأجير التمويلي، والاشتراكات المرنة، والحلول الرقمية التي تلبي تطلعات الزبائن. غير أن نجاحه الدولي لم ينل أبدا من تعلقه الشديد بوطنه، المغرب.
ويؤكد بفخر على هويته وجذوره، مؤمنا بالإمكانات الاقتصادية الكبيرة لبلده، إذ يقول، في بوح له: "المغرب وجهة سياحية فريدة، وهو وطني، لذلك تحظى جميع مشاريع مجموعتنا في المغرب باهتمام خاص وتحمل بعدا عاطفيا قويا".
ومن بين المناطق التي تجذب اهتمامه بشكل خاص، تبرز مدينة الداخلة، لؤلؤة الجنوب المغربي، التي وصف زيارته لها ب "التجربة الساحرة"، وأعرب عن نيته الاستثمار فيها قائلا: "هذه المدينة تزخر بإمكانات هائلة، ونحن بالتأكيد نعتزم الاستثمار فيها".
إلى جانب نجاحه في مجال الأعمال، يضطلع الكثيري بدور محوري في تطوير قطاع تأجير السيارات، حيث يترأس، منذ 2022، جمعية شركات تأجير السيارات بجزر البليار، في حين يواصل استراتيجيته لتوسيع نطاق (OK Mobility) في شمال إفريقيا، والولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية.
لكن طموحه لا يقتصر على ريادة الأعمال، فهو، أيضا، رجل ملتزم اجتماعيا، إذ أسس، سنة 2018، مؤسسته الخيرية الخاصة لتعزيز الإدماج الاجتماعي ودعم الفئات الهشة.
فبطموح لامحدود، وعزيمة لا تلين، وارتباط عميق بجذوره المغربية، يظل عثمان الكثيري واحدا من أبرز الوجوه التي تجسد الحيوية والنجاح المغربي في الساحة الاقتصادية العالمية.