حرب الإخوة الأعداء بالسودان
المأساة السودانية لا تعرف حدودا، ولا توقفا، هذه المرة مع مشكل الفارين من جحيم المعارك، حيث أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن أكثر من 510 آلاف شخص فروا من المواجهات الدائرة في السودان إلى جنوب السودان منذ منتصف أبريل الماضي، وأن 81 بالمائة من مجموع هؤلاء النازحين ينحدرون من جنوب السودان فيما ينحدر 18 في المائة منهم من السودان، والعدد المتزايد للوافدين الجدد على مدينة الرنك يخلق صعوبات ويتطلب استجابة منسقة ومستدامة من السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني.
يدق "أوتشا" يدق ناقوس الخطر حول الأوضاع الغير إنسانية التي يعيشها الفارون من جحيم المعارك، معبرا عن أسفه للموت الذي يهدد جنوب السودان، الذي يتسم بانعدام الأمن والصراعات القبلية وتأثير الصدمات المناخية، مما يؤثر على الأمن الغذائي للعديد من الأسر، وهو الوضع الذي يزداد تعقيدا بسبب تدفق النازحين جراء الأزمة في السودان.
وفي ظل هذه الظروف المزرية وعدم الاستقرار السياسي والتطاحن من أجل السلطة بدولة السودان، يبقى الموت يهدد مصير أزيد من 7.1 مليون نسمة، أي حوالي 56 في المئة من ساكنة جنوب السودان، من خلال انعدام الأمن الغذائي والتطاحنات الداخلية، فهل من أيادي بيضاء على شعب السودان، ليعم السلم والأمان بهذه الدولة العربية الإفريقية.