الصويرة تتحول إلى ملتقى للأفكار
في غضون أسبوع واحد من (4-12 ماي)، استضافت مدينة الرياح
سلسلة من المؤتمرات والندوات الدولية، التي تناولت مجموعة من المواضيع الراهنة،
بدء من الذكاء الاصطناعي إلى الترحال الرقمي، مرورا بالتنوع الثقافي وصولا إلى
الانتقال الطاقي. ما جعل هذه الزخم غير المسبوق في عالم التظاهرات والأحداث
الدولية الكبرى يحول الصويرة إلى ملتقى عالمي للأفكار.
بل وانضاف إلى هذه الباقة المتميزة من التظاهرات، مؤتمر مهم يعنى بشجرة الأركان،
بالإضافة إلى مهرجان سينمائي يحتفي بالمدرسة الإيطالية العريقة للفيلم الكلاسيكي،
مما أضفى لمسة أخرى على هذا الأسبوع الاستثنائي.
وهذه التظاهرات الكبرى لم تستقطب متحدثين مرموقين على الصعيد العالمي فحسب، بل
سلطت الضوء أيضا على الدور البارز للصويرة كملتقى عالمي لتبادل الأفكار والتقريب
بين الثقافات. وبالملموس ، كانت النسخة الثالثة للقمة الدولية للذكاء الاصطناعي
والأمن السيبراني ، التي ناقشت على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة مجموعة من الخبراء
الدوليين البارزين والباحثين والمهنيين في هذا المجال، التطورات التكنولوجية
الحديثة بالإضافة إلى الأسئلة الأخلاقية التي يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي.
وبحثت ندوة دولية أخرى بفضاء "بيت الذاكرة" موضوع القضايا الثقافية من
منظور التنوع، دعا خلالها متحدثون من خلفيات وثقافات متنوعة، إلى تعزيز التنوع الثقافي
كعامل محفز للسلام العالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الانتقال الطاقي في صلب حدث آخر جمع صناع قرار مغاربة
وأجانب وكذلك متخصصين في هذا المجال. وقد أتاح هذا الحدث الدولي فرصة للتفكير
المعمق حول التحديات والفرص المرتبطة بالانتقال الطاقي في إقليم الصويرة، مع تعزيز
الحوار البناء والتبادلات المثمرة حول الممارسات الفضلى والحلول المبتكرة.
وسلطت قمة دولية على مدى ثلاثة أيام، الضوء على الفرص الهائلة للترحال الرقمي التي
توفرها مدينة الرياح. وأتاحت الفرصة لرواد أعمال وباحثين من مختلف البلدان لتبادل
تجاربهم في العمل عن بعد، مع مناقشة أفضل الممارسات لاستغلال هذه المرونة والحفاظ
على التوازن بين العمل والحياة.
وموازاة مع هذه المؤتمرات، عزز المهرجان السينمائي "لادولتشي فيتا
بموكادور" هذه التجربة الفريدة من خلال إتاحة الفرصة لرواد السينما لإعادة
الاتصال بالفن السابع،
وكان مسك ختام الأسبوع، مؤتمر دولي مخصص لشجرة الأركان والذي سلط الضوء على أهمية
هذه السلسلة ذات الأهمية الكبيرة في مجال التنوع البيولوجي والاقتصاد المحلي.
ولم يعكس هذا الأسبوع الحافل بالأحداث الكبرى مكانة الصويرة كمنصة ديناميكية
للحوار والتعاون الدوليين فحسب، بل أظهر أيضا قدرة مدينة الرياح على تحفيز الابتكار
وتبادل الأفكار عبر العالم.
ومن خلال الجمع بين العقول المبدعة والمفكرين ذوي الرؤى من خلفيات متنوعة، تعد هذه
التجربة الفريدة بمستقبل واعد لدور مدينة الصويرة في تعزيز التفاهم المتبادل
والتعاون على نطاق عالمي.