الأمن الاستراتيجي الغذائي في صميم اهتمامات صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله
استحضار تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد
السادس بخصوص الأمن الاستراتيجي الغذائي، والوعي بالتهديدات التي أصبحت تهدد سلامة
المنظومات الغذائية العالمية، أحد أهم الرهانات الحكومية الحالية، هذا ما عبر عنه
عزيز أخنوش يومه الاثنين بمجلس النواب، وأضاف في مرد سؤاله عن السيادة الغذائية، أنه
"بعيدا عن الخطابات السياسوية والسطحية، لابد من الانتباه إلى أن التحولات
التي يعرفها المنتظم الدولي تؤشر على مزيد من التحديات يصعب التنبؤ بمستوياتها
ويتعذر التحكم في حركيتها خاصة أمام تسابق مختلف دول العالم، بعد الأزمة الصحية،
للحصول على الموارد لتحصين سيادتها الوطنية".
وأكد رئيس الحكومة قائلا: أن الرؤية الملكية السديدة ستمكن بلا شك من حماية اقتصاد
المملكة والتقليل من تبعيته للخارج، وتحصينه من المخاطر المتعلقة بالاضطرابات
المحتملة لسلاسل التموين في الأسواق العالمية، وتأمين السيادة الوطنية الغذائية.
وسجل أن حدة التوترات الجيو-استراتيجية والصراعات الإقليمية خلفت، فضلا عن تداعيات الجائحة، انهيارا واسعا للأنشطة الاقتصادية واختلالا في سلاسل القيمة العالمية "مما أدى إلى اتساع رقعة التضخم الغذائي بسبب التقييد المفرط لمجموعة من الدول على الصادرات من الزيوت والقمح والسكر، وأن هذا الوضع يزداد تفاقما بفعل المكانة التي يحتلها طرفي الصراع الروسي - الأوكراني في سوق الحبوب العالمي، حيث تبلغ مساهمتهما حوالي 50 في المائة من برنامج الغذاء العالمي المتعلق بالحبوب، لافتا الى أنه باعتبار المملكة ليست بمعزل عن مختلف هذه الإشكاليات الدولية المعقدة، فإن انعكاساتها وما صاحبها من ضغوطات تضخمية وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية والغذائية، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمي، ألقت بظلالها على وضعية الاقتصاد الوطني، الأمر الذي ترتبت عنه تكاليف إضافية بالنسبة لميزانية الدول ".
السيد أخنوش أكد أنه على الرغم من هذه التحديات الظرفية الصعبة، فإن الحكومة تعمل، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، على إرساء لبنات منظومة غذائية مستدامة مبنية على فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية لتحقيق السيادة الغذائية المنشودة، وإقرار سياسات عمومية ومخططات فلاحية تعنى بتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي مبرزا أن المملكة استطاعت التأسيس لنموذج فلاحي مبتكر، مزود باختيارات استراتيجية بعيدة المدى لتطوير الإنتاج الغذائي.
كما ذكر السادة النواب، أن مخطط المغرب الأخضر الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أبريل 2008، شكل رؤية ملكية للاستجابة للتحديات الكبرى للقطاع الفلاحي، وبرنامجا طموحا لجعل هذا القطاع المحرك الأساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة بالعالم القروي.