أدباء ونقاد يقاربون علاقة شعر الهايكو العربي بأصله الياباني


أدباء ونقاد يقاربون علاقة شعر الهايكو العربي بأصله الياباني
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في إطار الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظمت جلسة شعرية سلط فيها شعراء ونقاد وأكاديميون الضوء على تجربة استنساخ شعر الهايكو الياباني باللغة العربية، وما إذا كان بالإمكان الحديث عن "هايكو عربي" يستكنه جوهر هذا النمط الشعري المتميز بقدرته على التكثيف والتبسيط والنظر إلى السماء من ثقب إبرة.

ونظمت بمناسبة صدور "أنطولوجيا الشعر العربي، أثق ببصيرة الرياح" التي قدم لها الشاعر والدبلوماسي المغربي، عبد القادر الجموسي، وقد اختلفت الآراء بين من يرى أن هناك "هايكو عربيا" مستقلا وقائم الذات، ومن اعتبر أن ما يكتبه العرب في هذا المجال لا يعدو أن يكون "محاولات" لكتابة الهايكو الذي يبقى خصيصة يابانية لها إيقاعها ونسقها الخاص.

لكن في تقديمها لهذا اللقاء، اعتبرت الشاعرة دامي عمر، أن الشعر، أيا كان موطنه، إنما هو "روح العالم، ولا ينتمي لأحد"، وأن كل ثقافة لا تنفتح على الثقافات الأخرى محكوم عليها بالعدم، معتبرة أن انفتاح الشعراء العرب على قصيدة الهايكو يندرج في هذا السياق بالضبط.

أما الشاعرة والمخرجة السينمائية الإماراتية، نجوم الغانم، فأبرزت خصوصية ما يسمى بشعر الهايكو، مضيفة أنها تفضل أن تسميه في السياق العربي ب «قصيدة زن" باعتبارها تمثل "طريقة للتحرر"، وترتبط بالتأمل والبعد الروحاني والتصوف.

فشعر الهايكو يظل شعرا ذا نسق وشكل وإيقاع خاص، و"مهما حاولنا محاكاته، فإننا ننطلق من خلفياتنا الشعرية المحلية الخاصة" بشكل يصعب معه الحسم بأن ما ينتجه العرب على منوال الهايكو ينتمي فعلا لهذا النمط الشعري.

واعتبر الجموسي في مقابل ذلك، أن "الهايكو العربي" هو شعر، فعلا، على اعتبار أنه "يخرج بنا من نمطية تعريف الشعر في الثقافة العربية"، وبالنظر إلى العدد المتنامي من الشعراء العرب الذين يكتبونه بدليل صدور مئات الدواوين الإلكترونية والورقية، وكذا بالنظر إلى أنه يمكن أن يكون موضوع نقد، وقال "نحن نعيش الآن في عصر سرعة ظهرت فيه أشكال تدوين سريعة خلقت حاجة لدى الأجيال الجديدة إلى التعبير بشكل من أشكال التدوينة المكثفة الذي هو الهايكو الذي يعتبر بمثابة تدوينة شعرية راقية".

ومن جانبه، اعتبر الشاعر والمترجم السوري، محمد عضيمة، وهو أستاذ أدب سابق في جامعة طوكيو، أنه إذا كان من الصعب تطبيق قواعد الهايكو الياباني على اللغة العربية، فإن ما ينجزه الشعراء العرب على هذا المنوال "يمكن تسميته هايكو تجاوزا"، مضيفا بالقول "لا أستطيع أن أقاوم لفظة قوية كالجدار مثل كلمة الهايكو لأصف بها هذه التغريدات. إنها كلمة نحتمي بها".

اترك تعليقاً