ندوة بسيدي إفني حول الدلالات التاريخية والقيم الوطنية لذكرى 11 يناير

      شكل موضوع "تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944): قراءة في الحدث"، محور ندوة نظمتها، يوم الجمعة بسيدي إفني، النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة تخليد الذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بشراكة مع المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية                                                                                    

وتروم هذه الندوة، الوقوف عن الدلالات التاريخية للذكرى، وقيمها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.                     

وأكد النائب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المختار إدريسي، بالمناسبة، أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال هي حدث تاريخي جيلي ونوعي، ونقلة متجددة في مسار النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وأن هذا الحدث الوطني النوعي شكل تتويجا لأحداث تاريخية ومحطات نضالية في معركة الجهاد والكفاح ضد الوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري، ومنها مناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحيـة والمستعجلة في 1934 و1936، وتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.                   

ووثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت في سياقها التاريخي والظرفية التي أفرزتها، ثورة حقيقية عكست وعي المغاربة المتقدم وأعطت الدليل على قدرتهم العالية على الدفاع عن مصالحهم وعدم استسلامهم لمشيئة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال الوطني.    

من جهته، ثمن مدير المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، تنظيم الندوة بهذا الفضاء التكويني، مضيفا أن من مسؤولياتنا كأطر ومكونين وشركاء، تلقين المتدربين والمتدربات بهذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات التعليمية، أسس الوطنية الحقة من خلال إشراكهم والاحتفاء معهم سويا بمثل هذه الذكريات الوطنية قصد التعريف بها والاطلاع على ما عاشه أجدادنا من تضحيات جسام في سبيل نيل الحرية والاستقلال.                                                                                                                     

وفي المداخلات وعروض المناسبة تم تناول السياق التاريخي لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وانخراط أبناء الأقاليم الجنوبية، من أعيان وشيوخ القبائل وتجار وعلماء وفقهاء وغيرهم، على غرار سكان شمال ووسط المملكة، في العمل الوطني والتعبئة المحلية ضد الاستعمار الأجنبي.                   

كما تم تقديم عرض من طرف طالبتين متدربتين بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، تناولتا فيه السياق التاريخي لوثيقة المطالبة بالاستقلال، وكذا أبرز الشخصيات الموقعة عليها ومطالب الشعب المغربي المتضمنة بها. كما أبرز العرض أهمية تخليد مثل هذه الذكريات الوطنية لترسيخ قيم الوطنية الصادقة والمواطنة الإيجابية لدى الناشئة.