الطب العربي الإسلامي والذكاء الاصطناعي في لقاء بفاس


الطب العربي الإسلامي والذكاء الاصطناعي في لقاء بفاس
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      سلط الأكاديمي والدبلوماسي والوزير الأسبق، نجيب الزروالي وارثي، اليوم الجمعة بفاس، الضوء على جوانب مهمة من تاريخ الطب العربي الإسلامي في علاقته بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأكد السيد الزروالي وارثي، خلال تقديمه درسا افتتاحيا بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، برسم الموسم الجامعي 2024-2025، بعنوان "تاريخ الطب العربي الإسلامي وآفاق الذكاء الإصطناعي في التكوين الطبي"، أن مجال الطب حظي باهتمام كبير في الحضارة العربية الإسلامية، كما أولى الدين الإسلامي أهمية ومكانة خاصة لهذا المجال.

كما توقف عند الدور الهام واللافت الذي اضطلعت به جامعة القرويين بفاس في مجال التكوين والبحث العلمي بصفة عامة، وتدريس الطب على وجه الخصوص.

وفي معرض تسليطه الضوء على تاريخ الطب العربي الإسلامي، أشار السيد الزروالي وارثي إلى أن مجال الطب برز بقوة ما بين القرنين الثامن والثالث عشر، من خلال مساهمة أعلام ومفكرين وفلاسفة وأطباء في جهود البحث والدراسة والتأليف، مما انعكس إيجابا على مجال الطب، وجعله يحظى باهتمام متزايد سواء من قبل الدارسين أو المسؤولين في تلك الحقبة الزمنية.

واستحضر، بالمناسبة أيضا، تجارب ومساهمات مجموعة من المفكرين والأطباء العرب والمسلمين مثل أبو بدر محمد ابن زكريا الرازي، وابن سينا، وابن رشد، وأبو القاسم ابن العباس، وسليمان ابن الحسن، وابن النفيس.

وأشار إلى أن أول إجازة في الطب بجامعة القرويين حصل عليها الكتاني عام 1207م، فيما م نحت آخر إجازة في الطب من قبل هذه الجامعة التي تعد أقدم جامعة في العالم، سنة 1889م، وحصل عليها الكحاك.

كما سلط السيد الزروالي وارثي الضوء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بالتكوين الطبي، مشيرا في هذا الصدد إلى التقنيات التكنولوجية التي تم استعمالها في المجال الطبي منذ سنوات الثمانينيات إلى الوقت الحالي، والتي ساعدت في تطوير مجال الطب وجعله قريبا من الناس.

وأبرز، في هذا السياق، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ساهمت في تطوير مجال التكوين الطبي من خلال نماذج محاكاة وتقديم دروس عن بعد للطلبة، وتحديث المعارف، وكذا التحليل الفعال للبيانات الطبية.

كما استعرض عددا من الإشكالات والتحديات المرتبطة باستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي على وجه التحديد على مستوى العالم، خاصة منها المتعلقة بالإطار القانوني.

ومن جهته، قال مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، محمد كريم، إن المحاضرة تأتي في سياق الأنشطة العلمية والثقافية للمؤسسة وانفتاحها على محيطها، من خلال استقبال شخصية علمية تركت بصمتها الكبيرة في مجال التدريس الأكاديمي الجامعي عامة وفي مجال الطب على الخصوص.

وأضاف أن موضوع المحاضرة، يشكل نافذة كبيرة للوقوف عند تاريخ الطب العربي الإسلامي في الحقبة الزمنية ما بين القرنين الثامن والثالث عشر، واستشراف آفاق المستقبل من خلال الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن استحضار تجارب رائدة لأطباء عرب ومسلمين.

اترك تعليقاً