موسم أصيلة يقارب مستقبل الحركات الدينية في الحقل السياسي
شكل موضوع "الحركات الدينية والحقل السياسي: أي
مصير؟" محور ثالث الندوات، ضمن الدورة الخامسة والأربعين لموسم أصيلة الدولي،
المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
فقد أشار الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أمس الاثنين في كلمة خلال افتتاح هذه الندوة المتواصلة على مدى يومين، أن المسألة الدينية توجد في قلب الأحداث الجارية، بالرغم من التراجع الواضح للأحزاب السياسية ذات المرجعيات الدينية، ونشوب الصراعات الإيديولوجية والمذهبية داخل المجال الديني بين التيارات المحافظة والإصلاحية والراديكالية.
واعتبر أن الحركات السياسية الإسلامية والتيارات المذهبية الدينية، عرفت كيف تستفيد من الاضطرابات التي شهدها العالم العرب،ي خلال العقد الماضي، مؤكدا أن هدف هذه الندوة يكمن في بحث هذه الظاهرة المهمة، من خلال التطرق إلى عوامل صعود واندحار الأحزاب الإسلامية، في سياق التحولات الكبرى التي شهدتها المجتمعات العربية والإسلامية مؤخرا، فضلا عن موقع هذه الأحزاب في المشهد السياسي الراهن فيما يتعلق بالتطورات الجارية، وجذور ومحددات ظاهرة التطرف الديني العنيف بأبعاده الاجتماعية والثقافية والسياسية.
ومن جانبه، سلط الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الضوء على خصوصية التجربة المغربية مع وصول حركة سياسية ذات مرجعية إسلامية إلى رئاسة الحكومة عام 2012، والتحالف الذي عقد مع حزبه لتشكيل الحكومة، كما سلط الضوء على الدروس المستخلصة من هذه التجربة، لا سيما الجهود المبذولة لمأسسة هذه الحركات، لتكون كغيرها من التيارات السياسية جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي الديمقراطي، مشددا على أهمية ذلك، في ترسيخ قيم الإسلام المعتدل ضد كل الأفكار المتطرفة والمنحرفة.
ومن جانبه تحدث وزير الاتصال الحكومي بالأردن، مهند المبيضين، عن تجربة بلاده، متوقفا عند نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في الأردن، والتي تميزت بصعود حزب جبهة العمل الإسلامي.
وتطرق في هذا السياق إلى العوامل الأساسية التي ساهمت في فوز الإسلاميين، خلال هذه الانتخابات، متسائلا عن مدى قدرتهم على الحكم وعلى تغيير الوضع السياسي في الأردن.
أما الأمين العام لمجموعة السلام العربي، سمير الحباشنة، فشدد على ضرورة دمج الأحزاب الإسلامية في المشهد السياسي بالدول العربية، منبها بأن التحدي الرئيسي المطروح في الوقت الحاضر، هو قبول الحركات السياسية الدينية ومدى قدرتها على دعم التحولات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها العالم العربي.
أما المفكر اللبناني رضوان السيد أحمد، فاعتبر أن تجربة الإسلام السياسي في مجملها "سلبية" في غالبية الدول العربية، باستثناء المغرب الذي نهج مقاربة منفتحة ومتجددة، مؤكدا أن صعود الحركات السياسية الدينية مرتبط بشكل أساسي باستمرار الأزمات في العديد من دول المنطقة.
وتطرق باقي المتدخلين إلى آفاق الصراع الإيديولوجي والمذهبي داخل المجال الديني، متسائلين عن قدرة الحركات الدينية، لاسيما ذات المرجعية الإسلامية، على التأقلم مع التطورات الجيوسياسية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.