مثقفون يستحضرون المنجز الصحفي والثقافي للراحل محمد باهي


مثقفون يستحضرون المنجز الصحفي والثقافي للراحل محمد باهي
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      احتضنت قاعة "حوار"، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الأربعاء، لقاء خصص لاستحضار المنجز الفكري والثقافي للصحافي المغربي الراحل محمد باهي حرمة.

وشكل هذا اللقاء مناسبة لتقديم الجزء التاسع من موسوعة محمد باهي حرمة، التي أشرف على تحريرها الكاتب مبارك بودرقة، وصدرت عن منشورات "باب الحكمة" بعنوان "يموت الحالم ولا يموت حلمه".

ويضم هذا الجزء مجموعة من المقالات، التي سبق نشرها في صحيفتي "التحرير" و"المحرر"، خلال الفترة ما بين سنتي 1959 و1965.

وفي كلمة بالمناسبة، استحضر الباحث الجامعي، الطيب بياض، التجربة والمسار المميز للصحافي محمد باهي حرمة، الذي كان "شخصية استثنائية"، وشكل "علامة فارقة" في مجال الصحافة والفكر.

وأبرز بياض الأثر العميق الذي خلفه منجز الراحل، مستحضرا، على سبيل المثال، الكتاب الذي ألفه الروائي عبد الرحمن منيف لتوثيق مسيرة باهي حرمة بعنوان "عروة الزمن الباهي"، مشيرا إلى أن الراحل خاض تجربة فكرية غنية، وكان من أوائل من رصدوا التحولات الاجتماعية والسياسية في المغرب الكبير لما بعد الاستعمار، من خلال تحليلاته الدقيقة واستبصاره العميق.

من جانبه، قدم الباحث محمود الزاهي قراءة تحليلية في بعض محطات حياة باهي حرمة، الذي تمكن تجربته من فهم التحولات الجارية في العلاقات الدولية، خاصة على مستوى العالم العربي.

وأكد الزاهي أن الراحل، من خلال كتاباته، وثق لأحداث كبرى في المغرب الكبير، وإفريقيا جنوب الصحراء، وانشغل بمشاريع فكرية حول النهضة العربية، وتاريخ المغرب الحديث.

كما أشار إلى مشاركة الراحل الفعلية في صفوف جيش التحرير، وتوثيقه لمحطات حاسمة من تاريخه، لافتا إلى مواقفه المبدئية ضد الأطروحات الانفصالية، والتي عبر عنها بوعي تاريخي رصين يستحضر الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل.

واعتبر الزاهي أن باهي حرمة "نجا من الموت مرتين"، الأولى حين نجا من الحروب التي غطى أحداثها، والثانية بفضل ما قام به مبارك بودرقة من حفظ وإحياء لتراثه وأرشيفه الزاخر.

أما مبارك بودرقة، فقدم عرضا عن الجزء التاسع من الموسوعة، مبرزا أهم التيمات التي يتناولها انطلاقا من جزئه الأول "إفريقيا والتحرر" حيث واكب باهي حرمة نضالات الدول الإفريقية نحو الاستقلال.

وإلى جانب إبرزاه متابعة الراحل للدور المحوري الذي اضطلع به الطلبة الأفارقة والمثقفون في مسار تحرير القارة، اعتبر بودرقة أن الصحافي الراحل كان يتمتع برؤية استشرافية وقدرة تنبؤية متميزة إزاء ما كان يعتمل في أجزاء واسعة من العالم.

ويقع هذا الجزء في 395 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم، علاوة على التقديم، ستة محاور، إلى جانب ملحق يتضمن الكلمة التي ألقاها الراحل عبد الرحمان اليوسفي في الذكرى العشرين لوفاة باهي حرمة، وذلك بمناسبة صدور الأجزاء الخمسة من مشروع إعادة نشر تراث باهي "يموت الحالم ولا يموت حلمه".

يذكر أن محمد باهي حرمة ازداد بمدينة الدار البيضاء سنة 1946، وساهم قيد حياته في تأسيس تجارب صحفية رفقة العديد من الإعلاميين المغاربة، كما كانت له تجارب بالعديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية، كجريدة الأنباء، والميثاق، ورسالة الأمة، والصحراء المغربية، إلى جانب عمله كمراسل للعديد من وسائل الإعلام الدولية.

وخاض الراحل تجربة اعتقال مريرة في السجون السرية لمرتزقة "بوليساريو" لخصها في كتاب يحكي فيه معاناة المعتقلين لدى الميليشيات الانفصالية أسماه "المقابر المنسية.. عشر سنوات في السجون السرية للبوليساريو"، كما ألف العديد من الكتب.

اترك تعليقاً