طنجة تشهد كرنفالا شعبيا توعويا حول التوحد في نسخته ال 1

نظمت جمعية دعم تسيير معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، اليوم الأربعاء، النسخة الأولى من الكرنفال الشعبي التوعوي تحت شعار "التوحد ليس عائقا، بل طريقة أخرى لرؤية العالم، لنحتفل بالاختلاف ونجعل العالم أكثر شمولا"، بمشاركة جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بالمجال.
وتندرج هذه التظاهرة، في سياق تخليد اليوم العالمي للتوحد، الذي يصادف 2 أبريل من كل سنة، وضمن الجهود الرامية إلى رفع مستوى الوعي والتحسيس وتسليط الضوء على فئة الأشخاص في وضعية إعاقة، وتحديدا الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، وتعزيز حقوقهم وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها.
ويأتي تنظيم الكرنفال، الذي انطلق من مدار محج محمد السادس بطنجة نحو ساحة باب المرسى، كذلك، للمساهمة في الإشعاع والتعريف بهذه الفئة، وتسليط الضوء على المراكز والجمعيات التي تعمل على التكفل بها ورعايتها وتأهيلها والمساهمة في تحقيق الدمج الاجتماعي لها.
وفي هذا الإطار، قال محمد سعيد زنيبر، رئيس التحالف الجهوي للجمعيات العاملة في مجال التوحد بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة: إن جمعية دعم تسيير معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، "أخذت على عاتقها إقامة هذه التظاهرة، سعيا منها إلى تحسيس أفراد المجتمع باضطراب طيف التوحد الذي يعاني منه عدد من الأطفال بالمغرب".
وأبرز زنيبر، في تصريح صحفي، الإقبال الهام لأسر الأطفال على المشاركة، وتفاعل المواطنين مع هذه الفعالية التحسسية والتوعوية، وهو ما يشكل حافزا لتنظيم دورات مقبلة.
وتوقف عند الحاجة الملحة لأسر هؤلاء الأطفال لتوفير بنيات لاستقبالهم ودمجهم، وهو ما يحول ضعف الطاقة الاستيعابية الحالية دون تحقيقه، إلى جانب الإكراه الذي تواجهه المراكز العاملة في هذا الميدان والمتعلق بالموارد المالية والأطر التربوية المتخصصة.
من جهته، اعتبر الحاج عنابة، مدير معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، أن هذه التظاهرة تشكل فرصة لهذه الفئة من الأطفال واليافعين للخروج إلى الفضاء العمومي والتواصل مع المجتمع، ومواجهة الوصم الاجتماعي إزاءها.
ورأى عنابة، في تصريح مماثل، أن هذه المبادرة هي دعوة للاحتفاء بالاختلاف والإيمان به وتقبله، فالتوحد هو طريقة أخرى لإدراك الواقع، وهو ما يتطلب فسح المجال أمامهم للتعبير وإبراز قدراتهم وتعزيز اندماجهم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
بدوره، استحسن إلياس الفجي، رئيس جمعية الوفاء لمواكبة وتأهيل الأشخاص التوحديين بطنجة، هذه البادرة "لما تتيحه من فرصة لاستعراض مواهب الأشخاص ذوي طيف التوحد، والتحسيس والتوعية خاصة من حيث أساليب التكفل العلاجي، لتحقيق استقلاليتهم إلى أقصى درجة ممكنة".
وبعد أن أكد ضرورة التدخل المبكر والشامل للتعامل مع طيف التوحد، شدد الفجي على أنه "من حق هذه الشريحة من المجتمع العيش بكرامة والاندماج بالوسط الاجتماعي والتأهيل والمواكبة".
وتميزت التظاهرة بافتتاح أروقة بفضاء باب المرسى لعرض الأعمال اليدوية للأطفال واليافعين المستفيدين من خدمات وتأطير الجمعيات الفاعلة في مجال التوحد والتربية والتكوين على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.