مائدة مستديرة على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة


مائدة مستديرة على هامش المهرجان الوطني للفيلم بطنجة صورة - و.م.ع
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أبرز المشاركون في مائدة مستديرة نظمت، أمس السبت 28 أكتوبر 2023  بطنجة ، في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم ، أن تعزيز العرض الثقافي الجهوي يعد عاملا رئيسيا لتحقيق التنمية ورافعة للازدهار الاجتماعي-الاقتصادي للجهات.

واللقاء الذي تناول "دور الجهات في دعم السينما المغربية"، شكل فرصة مواتية للتعمق في مسألة مشاركة الجهات في دعم الصناعة السينمائية الوطنية، وذلك نظرا لتأثيرها القوي على التنمية الثقافية والاقتصادية للمملكة.
هذا ما تم تلمسه من كلمة الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يونس بنعكي، الذي أبرز فيها أهمية راهنية الموضوع الذي تم اختياره كموضوع لهذا النقاش، مشيرا إلى أن الاستثمار في السينما والفنون والإبداع والصناعات الثقافية المرتبطة بها يكتسي أهمية حاسمة بالنسبة للمستقبل، ويمثل مجالا واعدا يوفر فرصا من شأنها ضخ دينامية جديدة في الاقتصاد والمجتمع المغربيين، سواء المستوى الوطني أو الجهوي. مضيفا أن هذا الموضوع يكتسي أهمية بالغة أيضا بالنظر إلى الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، وذلك في انسجام تام مع رؤية "مغرب الجهات"، وهو أحد الأهداف التي حددها النموذج التنموي الجديد. معتبرا أنه ينبغي اعتبار السينما مجالا ملائما للإبداع والابتكار وحرية الفكر والتعبير، وفق ما يكفله الدستور، داعيا الجهات إلى دمج هذا القطاع في عرضها الثقافي الموجه للشباب والساكنة المحلية، وذلك لفسح المجال أمام الإمكانات الإبداعية مع تكريس القيم التي ترسخ شعور الارتباط بالهوية الوطنية والخصوصية الجهوية.
وعند تطرقه إلى توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في هذا الشأن، أبرز ثلاث نقاط أساسية، وهي خلق فضاءات لعرض الأفلام في المناطق السكنية، وفق جدول زمني منتظم ومرن يراعي احتياجات وانتظارات الشباب، خاصة خارج العواصم الجهوية، وفي المدن الصغيرة، والأحياء الشعبية والمناطق القروية. أما النقطة الثانية فتتمثل في دعم المهرجانات السينمائية الجهوية، والاستفادة من إرثها وتراثها الثقافي، وتحويلها إلى مناسبات كبيرة للترويج للثقافة السينمائية، واكتشاف المواهب المحلية، فضلا عن تسليط الضوء على المبادرات السينمائية التي يقوم بها الشباب.
وتابع بأن "المحور الثالث يتعلق بإحداث مراكز الفرصة الثانية للتكوين في مهن السينما والسمعي البصري، مع التركيز بشكل خاص على الشباب الذين انقطعوا عن دراستهم، ولا يستفيدون من أي تكوين، ولم يندمجوا بعد في سوق الشغل".
ومن جهتها، أكدت نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، أسماء بلقزيز، التي ركزت في مداخلتها على دور الجهات في تنمية القطاع السينمائي، أن هذه الصناعة تلعب دورا هاما في الاقتصاد الجهوي، سواء من حيث خلق فرص الشغل أو التأثير الاقتصادي أو الإشعاع الجهوي.
وسلطت الضوء بدورها على ثلاثة عناصر مهمة، يرتبط أولها بالتكوين والإدماج المهني، داعية إلى تعزيز عرض التكوين السينمائي في الجهات من أجل دمقرطة ولوج الشباب إلى هذه الصناعة.
وتضيف في النقطة الثانية أنها تتعلق بالترويج للجاذبية الجهوية بغية جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، في حين تهم النقطة الثالثة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بهدف تشجيع المهن السينمائية لدى الشباب من مختلف جهات المملكة.
أما نائب رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، عزيز الهلالي، فأبرز أهمية إدماج قطاع الإنتاج السينمائي في برامج التنمية الجهوية، نظرا لأن الفن السابع يشكل عنصرا أساسيا في تنمية المنطقة.

وقدم، في هذا الصدد، عدة توصيات، أبرزها إطلاق حوار حقيقي مع الممثلين الجهويين لترجمة هذه الرؤية إلى استراتيجية واقعية، لافتا أيضا إلى مسألة الانتقال من نموذج سينمائي مدعوم من الدولة إلى سينما موجهة نحو الاستثمار.
وعند كلمته أشار نائب رئيس مجلس جهة مراكش-آسفي، أحمد أخشيشين، إلى تعزيز مساهمة السينما في النموذج الاقتصادي الجهوي، مسلطا الضوء على إمكانات هذه الصناعة في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل وتعزيز إشعاع الجهات المغربية على المستوى الدولي. مقترحا عدة توصيات، منها إحداث صناديق جهوية للمساعدة والتنمية للقطاع الثقافي، وتعزيز التظاهرات السينمائية الجهوية، وكذا مواكبة المواهب الجهوية. مشيرا إلى أن "مسألة الضرائب تكتسي أيضا أهمية قصوى"، داعيا، في هذا الصدد، إلى إعادة النظر في النظام الضريبي الوطني الذي ينظم الصناعة السينمائية وإقرار حوافز ضريبية لصالح المستثمرين الأجانب، بهدف تحفيز الإنتاج السينمائي في جميع جهات المملكة.

وعقب هذه المداخلات، تم فتح نقاش تناول فيه العديد من المهنيين وعشاق السينما قضايا مهمة مثل دمج السينما في النسيج الثقافي الجهوي، وجاذبية الاستثمارات الأجنبية، والحوافز الضريبية، وتشجيع المواهب المحلية، وكذا تكوين الجيل القادم من صناع الأفلام.

وتتواصل فعاليات الدورة 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 4 نونبر المقبل، بعرض عدد من الأفلام وتنظيم لقاءات سينمائية وأنشطة ثقافية متنوعة.

وتعد هذه التظاهرة الثقافية، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، موعدا سينمائيا وطنيا بارزا، يجمع عشاق السينما والفنانين الموهوبين وهواة الفن لتعزيز التفاعل والحوار وإثراء النقاش.

اترك تعليقاً