لماذا التزمت منظمة الأمنستي الصمت تجاه اعتقال العسكر لصنصال
في الوقت الذي كانت فيه منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان تقيم الدنيا ولا تقعدها دفاعا عن الانفصاليين وجرائم الاغتصاب والاتجار في البشر، لم تحرك ساكنا إزاء الاعتقال التعسفي الذي كان ضحيته الكاتب والروائي الفرانكوجزائري، بوعلام صنصال، مما أثار أكثر من علامة استفهام.
منظمة العفو الدولية "أمنستي"، وهي أبرز تلك المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بشراسة، وبعدما كانت تسارع لتملأ الدنيا ضجيجا لأتفه الأسباب، ها هي تواصل ابتلاع لسانها دون أن تبدي رد فعل بشأن قضية صنصال ولو ببيان تضامني، وذلك أضعف الإيمان.
والمثير للدهشة، أن "أمنستي" التي دأبت على تقديم نفسها في ثوب الهيئة الحقوقية الدولية الأشرس في الدفاع عن حقوق الإنسان، تركت صنصال المعتقل منذ أسبوعين، لمصيره مع أن ذنبه الوحيد هو التعبير عن الرأي الذي تعتبره المنظمة المذكوره حقا مقدسا لا تنازل عنه.
والمثير للاستغراب أن عملية الاختطاف القسري الذي كان بوعلام صنصال ضحية لها، استنفرت برلمانات وأحزاب وأنتيليجنسيا عالمية، كلها أجمعت على استنكارها والتنديد بها إلا "أمنستي" التي لم يسمع لها همسا، مع أن الأمر يتعلق بانتهاكات جسيمة، ما يفضح سياستها في الكيل بمكيالين وانزلاقها الحقوقي.
وما يضع "أمنستي" في قفص الاتهام، ويفضح دعارتها الحقوقية، أنها طالما هولت لقضايا تافهة، وبالمقابل تجاهلت قضية الكاتب الجزائري الفرنسي مع أنها تهما ثقيلة ألصقها به العسكر الجزائري وقد تصل إلى حد عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد في حالة التخفيف.
إن غض "أمنستي" الطرف عن قضية بوعلام صنصال، الذي أبدى رأيه في حقائق تاريخية لا تخفى منها خافية، ليفضحها ويفضح مزاجية نضال ما تسمى زورا منظمات حقوق الإنسان، وكذا انتقائيتها وحربائيتها وأنها مجرد ظواهر صوتية تمارس الانتقائية على المقاس.