فسحة رمضان: سفر في ذاكرة القاعات الضائعة، تراث القاعات السينمائية في فاس: 14–أرك أون سييل

أو قاعة قوس قزح، أنشئت لتكون سينما محلية وفعلا فضلها العديد من السكان لأنها غير بعيدة، وقد بنيت على صخرة شديدة الصلابة في قاعدة طبيعية، بحي الأطلس وباكتتاب لرأس المال، لتظل ملكيتها جماعية، واستغرق بناؤها 23 شهرا وفق أحدث المعايير المطلوبة آنذاك لقاعات العرض والأداء 18/ 36 مترا وضمت 610 مقاعد منها في الطابق الأرضي 400 مقعد مع شرفة 210 مقاعد، وتم افتتاحها يوم 14 شتنبر 1949 بفيلم ليزورانج الذي لم يعرض في باريس إلا في 7 أكتوبر، وقيل إن عائدات بيع مبردات أيس كريم بالقاعة، خصصت لصالح الجمعيات الخيرية المدنية والعسكرية بفاس.
ويمكننا أن نذكر غرفا أخرى كقصر مونديال في شارع بويمبراو الذي اشتهر بقاعة للرقص والموسيقى وكانت تعرض فيها الأفلام أيضا عام 1925، وسينما العائلة أنشأها القديس فرنسيس الأسيزي وافتتحها يوم السبت 5 يناير 1935 أي اليوم السابق لعيد الغطاس *14وهو عيد قبطي لإحياء ذكرى تعميد المسيح بنهر الأردن، عن موق ب ب س نيوز 19 يناير 2023. وكانت تعرض أكثر الأفلام الوثائقية والكارتونية والكوميكية
ونشر مقال للصحفي روبرت لوثرينجر في جريدة المغرب 9 أبريل 1952 قام بتقييم وضع دور السينما في المدينة الجديدة لفاس، وحصر العدد في 6 قاعات دون احتساب الحدائق الصيفية، وحصر عدد المقاعد فيها كاملة 4300 مقعدا وقال إنه عدد يكفي لجميع سكان إفران (هكذا) وقال حينها: إن النسر الكبير، الذي يلتهم الميزانية هو الضرائب التي تمتص 31 في المائة من الإيرادات منها 20 في المائة للبلدية و8 في المائة للفقراء و 3 في المائة لخدمة السينما، زيادة على أن فواتير الكهرباء بالمسارح الستة تصل إلى أكثر من 150 ألف فرنك شهريا، وأن مجموع إيرادات دور السينما الستة + أبولو كانت لا تتعدى 98 مليون فرنك في العام.
وفسر هذا التشكي في تلك الفترة، على أنه ينذر بالإحجام على الاستثمار في القاعات السينمائية، وتأجل تنفيذ هذا الإحجام إلى ما بعد التسعينيات للأسباب المذكورة، والتي تترجمها الإغلاقات المتوالية للقاعات والتي شملت حتى تلك القاعات المنشأة منذ السنوات الأولى للاستقلال، باستثمار مغربي دخل في مرحلة تحدي، لربما ببواعث وطنية تجارية وثقافية واجتماعية وتوعوية.