لوموند الفرنسية تسخر من احتفال الجزائر بأول عملية دفع إلكتروني.. إنهم يعيشون في عالم آخر!!


لوموند الفرنسية تسخر من احتفال الجزائر بأول عملية دفع إلكتروني.. إنهم يعيشون في عالم آخر!! صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       في عالم تجرى فيه عمليات الشراء بلمسة هاتف أو حتى بتقنيات التعرف على الوجه، يبدو أن الجزائر تكتشف ابتكارا قديما، ألا وهو بطاقة البنك.

وفي هذا السياق، سلط مقال نشر مؤخرا في صحيفة "لوموند" الفرنسية، الضوء على فيديو انتشر على نطاق واسع، يظهر فيه عضو في مجلس الأمة الجزائري، برفقة مسؤول محلي، وهما يستخدمان بفخر بطاقة بنكية لشراء منتجات ألبان في قرية صغيرة شرق الجزائر العاصمة.

وكان الهدف من هذه المعاملة الرسمية، وسط حضور مندهش، هو إبراز تقدم البلاد في مجال المدفوعات الرقمية، إلا أنها، ودون قصد، سلطت الضوء على مدى تخلف الجزائر عن الركب، حيث لا يزال الدفع بالبطاقة يعتبر أمرا مستحدثا وليس أمرا عاديا.

وأبرزت "لوموند" أنه في حين تتم معظم عمليات الدفع في العالم عبر الهاتف المحمول وبما هو رقمي، لا تزال الجزائر مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنقود.

ووفقا لمجمع المصالح الاقتصادية النقدية، في عام 2023، استُخدمت نسبة مذهلة بلغت 90 بالمائة من البطاقات المصرفية في البلاد فقط للسحب من أجهزة الصراف الآلي، وليس للشراء المباشر.

وبالنسبة لمعظم الجزائريين، تخدم البطاقات غرضا واحدا وهو الحصول على النقد أما استخدامها في المتاجر أو للتسوق عبر الإنترنت، فلا يزال مفهوما غريبا.

وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن الجزائر قد أضاعت مرارا وتكرارا فرصة التحول الرقمي، كما أنه لم تدخل البلاد تقنية الجيل الثالث 3G إلا في عام 2013، متأخرة بعقد من الزمن عن العديد من الدول الأخرى، وقد عانت منذ ذلك الحين من أجل اللحاق بالركب. في حين دفعت جائحة كوفيد-19 العديد من الدول نحو المدفوعات الرقمية، اكتفت الجزائر بمراقبة الوضع من بعيد، مع زيادة متواضعة فقط في المعاملات عبر الإنترنت بين عامي 2023 و2024.

وبالنسبة لمعظم المواطنين، لا يزال الدفع بالبطاقة يبدو وكأنه عمل غير عادي، ويكاد يكون تجريبيا، على الرغم من أن الأرقام الرسمية تحاول التقليل من مدى قدم النظام.

وتظهر دراسة أجراها معهد العلوم الاقتصادية في الجزائر صورة أكثر وضوحا: 3 بالمائة فقط من الشركات الجزائرية مجهزة بأجهزة دفع بالبطاقات وهذا يعني أن 97 بالمائة من تجار التجزئة لا يزالون يعتمدون كليا على المعاملات النقدية.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإنه لا يزال العديد من المواطنين متشككين بشأن المعاملات غير النقدية، خوفا من الأعطال الفنية وفشل المدفوعات.

وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى أن الجزائر لا تزال عالقة في الماضي ومعظم الجزائريين لا يبدون أي انزعاج من ذلك، إذ الحياة مستمرة، والمعاملات تتم، ويبقى النقد هو السائد، وبالتالي لا يحتاجون إلى بطاقة مصرفية إذا كانت رزمة الأوراق النقدية تكفي.

اترك تعليقاً