زامبيا نموذج إفريقي للتحول الديمقراطي
تنظم زامبيا ، اليوم 29 مارس 2023 وغدا الخميس ، القمة الثانية حول الديمقراطية تحت شعار "انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كأساس للحكامة الديمقراطية"،باعتبار هذا البلد الذي يوجد في منطقة جنوب القارة قد اتخد قرارا نحو إقرار مبادئ الحكامة الديمقراطية واحترام دولة الحق والقانون والحريات الفردية.
وتعقد القمة، وهي الثانية من نوعها بعد نسخة أولى منها نظمتها الولايات المتحدة في 2021، في الوقت الذي تسير فيه 25 دولة إفريقية هذه السنة لإجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية، ويحضر قمة لوساكا، فضلا عن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ، 22 رئيس دولة، حيث سينشط الرئيس هاكيندي هيشيليما بشكل مشترك الجلسات التي تخص المنطقة الإفريقية، وفقا للسكرتيرة الدائمة للشؤون القانونية في وزارة العدل الزامبية موينيا بواليا.
ومن الدول المشاركة في تنظيم القمة الولايات المتحدة وكوستاريكا وهولندا وجمهورية كوريا، بهدف الدفع بالرغبة العالمية في حكامة شفافة ومسؤولة ومحترمة للحقوق.
وتم اختيارزامبيا لاستضافة القمة عن المنطقة الإفريقية اعترافا بالفترة الانتقالية التي تم تدبيرها بعد الانتخابات الحاسمة لعام 2021 والتي أخرجت البلاد من توتر متمثل في التضييق على الحريات ، وركزت على خدمة الشعب،ومعالجة المستويات المرتفعة للديون والتقلبات الاقتصادية، وإعادة التأكيد على تعزيز حوكمة القطاع العام والسياسات المالية المستدامة.
لذلك، يبدو أن المشاركة في تنظيم هذه القمة في لوساكا بمثابة اعتراف بالجهود التي تبذلها زامبيا لتجديد المبادئ الديمقراطية وقاعدتها الصلبة من حيث الحكامة الديمقراطية،خصوصا بعد الانتقال الديمقراطي الذي عرفته على إثروصول (الحركة من أجل الديمقراطية متعددة الأحزاب)،بعد انتخابات نونبر1991 التي تمكنت من فتح صفحة الحقوق التي انتهكت في ظل الحكومات السابقة ،بإشراف اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان برئاسة المحامي البارز بروس مونياما والتي أجرت جلسات استماع عامة في جميع أنحاء البلاد.
وستحاول القمة خلق إجماع حول التقدم المحرز في التزاماتهم لبناء ديمقراطيات أكثر مرونة، وإعلان التزامات ومبادرات جديدة للبناء على هذا الزخم، مع إعادة التأكيد على الدور المركزي للمؤسسات الديمقراطية من أجل الازدهار والحفاظ على الحرية والتشديد على فعالية العمل الجماعي لمواجهة التحديات المعقدة.
إلا أن هناك إكراهات نتيجة العوامل الجيو- سياسية التي ظهرت بعد الحرب الروسية –الأكرانية والتي تشكل صعوبة أمام تحدي وضع شراكات تتقاسمها كافة الديمقراطيات ،وفي الصدد يقول الخبير مارتي فلاكس ، عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن:’’وما كان ينظر إليه سابقا على أنه تهديد كبير، لكنه بعيد المدى إلى حد ما، أصبح يتخذ طابعا آنيا وغاية في الأهمية’’.