ربيع وزان السينمائي الدولي في دورته الأولى يقارب علاقة الذكاء الاصطناعي بالصناعة االسينمائية


ربيع وزان السينمائي الدولي في دورته الأولى يقارب علاقة الذكاء الاصطناعي بالصناعة االسينمائية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      استشرفت مجموعة من النقاد والسينمائيين، مساء أمس الجمعة بوزان، مستقبل السينما في زمن الرقمنة، على ضوء التطورات المتسارعة والمعقدة المرتبطة بشيوع استعمال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.

وأبرز المشاركون في ندوة "السينما في زمن الرقمنة: السينما والذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي، أن التداعيات المحتملة لاستعمال الذكاء الاصطناعي على الإنتاج السينمائي ما تزال غير واضحة المعالم، وإن كان تأثيره أكيدا على كافة مناحي الحياة.

في هذا السياق، أكد الناقد السينمائي والشاعر، محمد عبيد، أن السينما والذكاء الاصطناعي يجتمعان في علاقة متشابكة، ومعقدة جدا ومتعددة الأبعاد، تشمل حضور الذكاء الاصطناعي في المحتوى السينمائي أو استخدام تقنياته في صناعة الأفلام، والاعتماد عليه للتنبؤ بنجاح المشاريع السينمائية، إضافة إلى أسئلة حول الجانب الأخلاقي والقانوني لاستعماله.

وعبر المتدخل عن بواعث الخوف والجدل حول الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة لصناعة الأفلام، بالنظر لقدرته على توليد النصوص والمشاهد والقيام بالمونتاج، بل وخلق الممثل الافتراضي، مبرزا أن شركات الإنتاج قد تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لانخفاض كلفته المادية وعامل الزمن، ما من شأنه أن يقضي على مجموعة من المهن السينمائية.

وأضاف محمد عبيد أن الاعتماد الكلي، أو بشكل كبير، على الذكاء الاصطناعي سيجعلنا نفقد عاملا أساسيا في المجال السينمائي وهو أصالة الإبداع البشري والتجربة الإنسانية في جانبها العاطفي والحسي، دون إغفال الجانب الاخلاقي والإبداعي، متطرقا إلى الملكية الفكرية والصناعية المرتبطة بإنتاج أفلام باستعمال هذه التكنولوجيا.

وبعد أن رصد حضور الذكاء الاصطناعي كموضوع سينمائي، منذ ستينيات القرن الماضي إلى بداية استعماله كأداة إنتاج خلال السنوات الأخيرة، خلص إلى أن "الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا، وقد يكون شريكا في الإبداع السينمائي، كما قد يكون تهديدا لعدد من مهن السينما".

من جهته، تطرق الناقد السينمائي، والرئيس السابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، المختار آيت محمد، إلى التحولات التي قد تعرفها صناعة السينما في علاقتها بالتطور التكنولوجي والرقمي، محذرا من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي الى التقليل من مساهمة العطاء الإنساني في المجال الفني.

وتساءل إلى أي مدى قد يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي على السينما ؟، وكيف يمكن ضبط التحولات الكبرى للاستفادة من الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتطوير الصناعة السينمائية؟

تفاعلا مع هذه المداخلات، نبه المخرج محمد الشريف الطريبق إلى ضرورة التمييز بين الذكاء الاصطناعي والسينما، على اعتبار أن الأول، وإلى حدود اللحظة، هو مجرد تكنولوجيا قادرة على محاكاة وتقليد كل ما أنتجته الإنسانية، بينما السينما تعتبر من أنماط السرد العريقة، معتبرا أن "النصوص المنتجة بالذكاء الاصطناعي باللغة العربية ما زالت ضعيفة وغير منسجمة مع الواقع، مقارنة بالنصوص المنتجة بشريا".

وتختتم فعاليات مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي، مساء اليوم السبت، بالإعلان عن الفائزين بجوائز المهرجان، الذي تشارك في مسابقته الرسمية 10 أفلام من المغرب، ورومانيا، وبلجيكا، ومصر، وفرنسا، والسودان، وسلطنة، سلطنة عمان، والأردن، بينما تحل السينما الفنلندية ضيف شرف على الدورة.

اترك تعليقاً