اليوم العالمي للسلام مناسبة للبحث عن ثقافة السلام ونبذ الكراهية


اليوم العالمي للسلام مناسبة للبحث عن ثقافة السلام ونبذ الكراهية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      من إفريقيا إلى جزر الكاريبي، مرورا بأوروبا والشرق الأوسط، يواجه السلام اختبارا كبيرا في ظل استمرار النزاعات المسلحة، لاسيما في السودان وهايتي وغزة وأوكرانيا، مما يسائل المنتظم الدولي حول الحاجة إلى تحرك جماعي لتغليب ثقافة سلام تكون بمثابة حصن ضد الفرقة والانقسامات.

ويقع هذا الهدف النبيل والحيوي، في صلب أولويات الأمم المتحدة التي تحتفل باليوم العالمي للسلام، السبت، تحت شعار "تعزيز ثقافة السلام".

وبالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فإن هذه الثقافة يجب أن ترتكز على العدالة والمساواة حتى تتمكن من المساهمة في الجهود الرامية إلى وضع حد ل ’’ مظاهر البؤس الإنساني" الناجم عن النزاعات.

واعتبر السيد غوتيريش، في رسالة بمناسبة هذا اليوم العالمي، أن فضيلة السلام التي هي الهدف الأسمى للإنسانية، تتقوض في كل الأنحاء في عالم اليوم، داعيا إلى القطع مع الإقصاء واليأس والتوترات الجيوـسياسية.

وهذا الطموح لا يمكن أن يتجسد دون إعطاء الأولوية لمنع النزاعات ولأهداف التنمية المستدامة ومكافحة جميع أشكال التمييز والكراهية، مع تعزيز الرهان على التعاون الدولي والشراكات متعددة الأبعاد.

ويرى الرئيس الجديد للدورة ال 79 للجمعية العامة للأمم، المتحدة الكامروني، فيليمون يانغ، أن التضامن الدولي عنصر أساسي في هذا المشروع الجماعي الذي يهدف إلى توطيد أسس السلام في عالم مطوق بعدم اليقين والأزمات العديدة.

والسلام المنشود لا يتحقق بغياب النزاعات، بل بمسلسل إيجابي وديناميكي وتشاركي يرنو، وفق المنظمة الأممية، للحوار وحل الخلافات بروح ملؤها التفاهم المتبادل والتعاون المشترك.

بدورها، تسجل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أن "هذا التضامن يحظى، اليوم، بأهمية أكثر من أي وقت مضى، في سياق متسم بتحديات غير مسبوقة"، محذرة من "القوى الجديدة للانقسام’’ التي تنشر الكراهية واللاتسامح.

هذه العقبات وغيرها، وهي عديدة، لا يمكن التغلب عليها دون تعاون دولي ديناميكي وفعال، حيث ترى اليونسكو، في هذا الصدد، أن الأشكال الجديدة للتضامن والعمل المشترك ضرورية ويجب تفعيلها في أقرب وقت ممكن لتحقيق السلام.

وفي هذا السياق، تعول المنظمة الدولية على قمة المستقبل، المقررة يومي 22 و23 شتنبر الجاري في نيويورك، لتعزيز قضية السلام في العالم، من خلال تعددية أطراف "أقوى وأكثر فعالية".

وسيجمع هذا الحدث رفيع المستوى، الذي ينعقد حول موضوع "حلول متعددة الأطراف من أجل مستقبل أفضل"، رؤساء دول وحكومات بهدف تعزيز التعاون الدولي من أجل عالم أكثر أمانا واستدامة وعدلا.

وستعرف القمة المصادقة على "ميثاق المستقبل" الذي يطمح إلى الدفع بالتعاون العالمي، والتكيف بفعالية مع التحديات الحالية بما يعود بالنفع على الجميع وعلى الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً