المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والدور الهام في التقليل من الهدر المدرسي
من خلال العمل الحثيث على مكافحة الهدر المدرسي الذي يظل آفة تضر بالتلميذات في المناطق النائية، أثمر الالتزام اليومي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بضمان التعليم للجميع، بمن فيهم الفتيات، في المناطق الصعبة الوصول إليها، بإحداث 14 دار الطالب ودار الطالبة ببني ملال، بين عامي 2005 و2023، يستفيد من خدماتها حوالي 660 تلميذا من بينهم 437 فتاة منحدرات من الوسط القروي.
وتماشيا مع فلسفتها المتمثلة في تعزيز التنمية بجميع أبعادها، انخرطت المبادرة بقوة في إطار برنامج "الدفع برأس المال البشري للأجيال الصاعدة" من خلال بناء وتجهيز دور الطالبة التي تضطلع بدور حاسم في مكافحة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة.
ومن خلال دور الطالب ودور الطالبة ال 14، تساهم المبادرة في التكفل بالتلميذات الطالبات بإيوائهن وتمكينهن من خدمات الإطعام والنقل المدرسي والخدمات الطبية بالإضافة إلى المواكبة السوسيوـ تربوية ذات جودة. وهي أمور ضرورية لتحقيق نجاحهن الدراسي.
فدار الطالبة بأولاد مبارك (بني ملال) تعد نموذجا للجهود التي تقوم بها المبادرة للتصدي لظاهرة الانقطاع عن الدراسة، لاسيما في صفوف فتيات المناطق القروية الواقعة بهوامش مدينة بني ملا،ل أو تلك المنتشرة كدواوير في المرتفعات.
وكعادتها، قدمت مساهمة قيمة من أجل تحقيق العدالة المجالية وضمان كافة شروط النجاح لهؤلاء الفتيات، بالإضافة إلى تجنيبهن مصاريف التنقل من مقار إقامتهن إلى المؤسسات التعليمية.
وتشهد دار الطالبة بأولاد مبارك، التي تطلب إنجازها استثمارا يبلغ 1.7 مليون درهم منها 480 ألف درهم حصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على الالتزام الثابت لهذه الأخيرة بضمان التعليم للجميع. وتشتمل هذه الدار على جناح للنوم ومطعم وقاعة للمعلوميات ومكتبة والعديد من المرافق الأخرى.
وبذلك تنضاف دار الطالبة بأولاد مبارك إلى العديد من البنيات الاجتماعية الأخرى المحدثة على مستوى إقليم بني ملال بدعم قوي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد أثمرت هذه المؤسسة نتائج جيدة حيث وصلت نسبة نجاح التلميذات النزيلات بها إلى 86 في المائة خلال العام 2023.