التقرير السنوي الأول للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب حول التنمية المستدامة


التقرير السنوي الأول للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب حول التنمية المستدامة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       أصدرت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، يوم أمس الاثنين25 مارس، تقريرها السنوي الأول حول التنمية المستدامة 2022، بعنوان "الطرق السيارة بالمغرب، نموذج إدارة شامل ومستدام"، يستعرض حصيلة البرنامج الأخضر، والبرنامج الأزرق، والبرنامج الاجتماعي للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب مع متم 2022، بالإضافة إلى عدد من الإنجازات الأخرى حققتها الشركة.

وعن كل ذلك قال المدير العام للشركة، في تقديم التقرير، إن "الطريق السيار نحو مستقبل مستدام؛ يتجلى في التزامنا بتحقيق توازن بين الفعالية الاقتصادية، الابتكار، المسؤولية البيئية، وكذا التنمية الاجتماعية، لنجعل كل كيلومتر من الطريق السيار تقدما نحو أفق الاستدامة".

فهذا "ا الإصدار الأول من التقرير السنوي في مجال التنمية المستدامة، يلقي الضوء على إسهاماتنا في هذا الإطار، وجهودنا مستمرة لتحقيق تنمية تتوافق والنموذج التنموي الجديد، والاستراتيجيات الوطنية للمملكة والتزاماتها الدولية".

وقد ركز عمل الشركة، في إطار البرنامج الأخضر، على إعادة التشجير، وتهيئة المناظر الطبيعية المجاورة للطرق السيارة، وحفظ الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، مشيرا إلى أن إجمالي الأشجار المزروعة بلغ 939 ألف و800 وحدة، فيما بلغت المساحة الإجمالية المزروعة 1.955 هكتارا عند متم سنة 2022.

كما تم إنجاز برنامج التشجير التعويضي بجميع مقاطع الطرق السيارة التي تم بناؤها، مشيرا إلى أن المساحات المزروعة تجاوزت بكثير المساحات الغابوية التي عبرها الطريق السيار، وقدرت بعشرين ضعف المساحة في حالة البلوط الفليني.

أما فيما يتعلق بتهيئة المناظر الطبيعية المجاورة للطرق السيارة (باحات الاستراحة، محطات الأداء، البدالات، المنحدرات)، فقد كانت دوما جزءا من مشاريع البنى التحتية، مع أخذ المعطيات الجيولوجية والمناخية التي تسمح بتكيف الأصناف المنتقاة وطبيعة هذه المناطق بعين الاعتبار. وأوضحت الشركة أن مجموع الأشجار والشجيرات المزروعة من فصائل مختلفة بلغ 2 مليون و895 ألف و518 وحدة.

هذا ويسلط التقرير الضوء على برنامج "الأرض"، الذي يشمل 35 هكتار من المنحدرات التي تم تثبيتها عن طريق البذر، وتم إنتاج 150 ألف شتلة سنويا لتثبيت التربة على منحدرات الطرق السيارة بمشتل خاص في إطار الشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، مع تسجيل 10 آلاف يوم عمل لفائدة الساكنة القروية المجاورة، في إطار تطوير الأنشطة الإضافية.

وفي ما يتعلق بحفظ الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، قدمت الشركة حصيلة معالجة المياه المستعملة في محطات الاستراحة وإعادة استخدامها في ري المساحات الخضراء، واعتماد تقنية "الضغط الجاف" (وهي تقنية مبتكرة في هندسة البنيات التحتية للطرق السيارة ساهمت في توفير ما يقدر بأربعة مليون متر مكعب من الماء)، ومعالجة مياه الأمطار قبل التصريف في البيئة الطبيعية.

وهنا يتغلق الأمر بإعادة تدوير المواد المستخدمة في أشغال صيانة الطرق، وخفض الاستهلاك المباشر للورق بنسبة 81 في المائة سنة 2022 مقارنة بسنة 2019 نتيجة رقمنة مختلف الخدمات الإدارية، أي انخفاض يفوق توفير مليوني (2 مليون) ورقة سنويا.

أما في الشق المتعلق بالتنوع البيولوجي، سهرت الشركة الطرق السيارة بالمغرب على الحفاظ على الغطاء النباتي في الأوساط التي تعبرها الطرق السيارة، والمشاركة في برامج الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض بالتعاون مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات (طيور الحبارى وطائر الزركيل)، مع توفير ممرات عبور للحيوانات البرية على مستوى الطريق السيار.

وحول برنامجها الأزرق، عززت انخراطها الفعلي في تخفيف بصمتها الكربونية وفي إدراج نظم بديلة صديقة للبيئة من خلال تنفيذ مبادرات ملموسة، بحيث إن أربع محطات أداء تعتمد الطاقة الشمسية كمصدر أساس لمزاولة أنشطتها اليومية،وذلك بفضل اللوحات الكهروضوئية واستبدال الإضاءة التقليدية في العديد من المواقع بأنظمة منخفضة الاستهلاك، مع الإشارة إلى أن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب تسهم بشكل تدريجي في إنتاج الطاقة الخضراء مع تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، حيث إن نسبة 50 في المائة من فضاءات الخدمة مزودة بنظام الإضاءة منخفضة الاستهلاك وأن أربعة محطات الأداء تعمل بنظام الطاقة المتجددة.

وبخصوص التنقل الكهربائي، أنشأت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب شبكة من محطات شحن السيارات الكهربائية، بنسبة تركيز تبلغ 90 في المائة من المحطات على محور طنجة – أكادير، حيث يصل متوسط المسافة بين كل محطة 26 كيلومترا.

ومن جهة أخرى، أطلقت الطرق السيارة بالمغرب بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برنامج "J" منذ سنة 2008 المكون من "الجيل القائد" و "جيل الأمل" حيث يهدف هذا الأخير لدعم المدارس القروية المجاورة للطرق السيارة. حيث واصلت مجهوداتها في هذا الإطار، بتحسين الظروف الصحية والولوج إلى الموارد الرقمية لفائدة حوالي 3600 تلميذ بفضل عمليات التأهيل التي أجريت على مستوى 10 مدارس مجاورة؛ وإعادة بناء المدرسة الابتدائية "العربي بطمة" مع إنشاء وتجهيز قاعة للمعلوميات، وذلك في إطار أشغال إنشاء بدال "مشرع بن عبو".

ومن أجل رفع مستوى الوعي بالسلامة على الطريق السيار، قامت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بشراكة مع جمعية البوغاز لسائقي الشاحنات، بإطلاق أول عملية إفطار لفائدة سائقي شاحنات الوزن الثقيل.

وتهدف المبادرة كذلك إلى التأكيد على أهمية أخذ فترات راحة على الطريق السيار، خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، حيث إن قلة النوم وانخفاض مستوى اليقظة لدى السائقين قد يتسببان في وقوع حوادث السير.

كما قامت الشركة بإنتاج وبث أول سلسلة تعليمية مخصصة للسلامة على الطريق السيار – وحنا فلوطوروت سنة ،2020 والتي تمت إعادة بثها خلال 2022 بصيغة جديدة ومع مواضيع مختلفة تهدف إلى تحسين سلوك السائقين على الطرق السيارة.

اترك تعليقاً