افتتاح أشغال ندوة دولية حول التربية الإعلامية


افتتاح أشغال ندوة دولية حول التربية الإعلامية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      بمشاركة وزراء وسفراء وباحثين مختصين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية والأمنية، افتتحت يومه الأربعاء بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالعاصمة الرباط، أشغال ندوة دولية حول موضوع "التربية الإعلامية: آفاق وتطلعات"، المنظمة من طرف "الإيسيسكو" وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة الدول العربية ممثلة في قطاع الإعلام والاتصال- إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب. وذلك بهدف مناقشة سبل ترسيخ مفاهيم وقيم التربية الإعلامية، والعمل على إدراجها في المناهج التعليمية المختلفة، لتطوير مهارات التفكير النقدي، وتعزيز آليات الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة.

وجدير بالذكر، أن برنامج هذه الندوة تشتمل في يومها الأول، على ثلاث جلسات عمل، تتناول الأولى موضوع "التجارب الوطنية العربية والدولية الرائدة في نشر التربية الإعلامية"، بينما تتطرق الجلسة الثانية لـ "أهمية التربية الإعلامية في تعزيز الفهم الأمني والأخلاقي للتعبير عن الرأي: تحليل في إطار التشريعات والمواثيق الإعلامية العربية والدولية"، فيما تتمحور الجلسة الثالثة حول "الشراكة الإعلامية التربوية: رؤية استراتيجية نحو بناء مجتمع معرفي مستدام". فيما سيعرف اليوم الثاني عقد ثلاث جلسات عمل أخرى، حول مواضيع "متطلبات إدراج التربية الإعلامية في النظام التعليمي"، و"أساسيات التعامل الواعي مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ومصادر المعلومات"، و"الذكاء الاصطناعي ومستقبل التربية الإعلامية"، قبل أن تختتم أشغالها بإصدار تقرير ختامي وعدد من التوصيات.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل "محمد المهدي بنسعيد"، التزام المغرب بالانخراط في قضايا الإعلام والاتصال، لنشر ثقافة إعلامية ترتكز على تنمية الحس النقدي لدى جميع فئات المجتمع، خاصة الشباب، لحمايتهم من المخاطر التي يمكن أن تنتجها وسائل الإعلام بالمحتوى الزائف. مضيفا أن المملكة تعمل على إعداد دراسات حول التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة، مع إدراج مواضيع التربية الإعلامية ضمن المناهج الدراسية، وذلك بهدف تعزيز الثقافة الإعلامية في صفوف الناشئة، خدمة للغايات التربوية، وتنمية معارف استقبال وتحليل الأخبار. داعيا إلى وضع مدونة أخلاقية تروم حماية المتلقين من المحتويات المشبوهة وتوعيتهم بخطورة تقاسمها ونشرها، وكذا العمل على توظيف وسائل الاعلام والاتصال بطريقة إيجابية، بهدف تحقيق أهداف تربوية مرسومة.
من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "بو بكر سبيك"، أن اختيار هذا الموضوع تمليه ضرورة تحصين المجتمع ضد مختلف المخاطر المستجدة، فضلا عن تعزيز الوعي المشترك بأهمية التربية والتحسيس باعتبارهما المدخل الأساسي للوقاية من الجريمة. مشيرا إلى أن قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قام ببلورة مقاربة مندمجة لتوطيد البعد التحسيسي في العمل الأمني، وتوطين التربية والتوعية في مخططات المناهج الشرطية، مبرزا أن الأمن في مفهومه الشامل يتجاوز الرؤية الكلاسيكية التي كانت تحصره سابقا في معادلة الوقاية والزجر. لافتا إلى أن التحديات التي تفرضها الشبكات التواصلية تفرض بلورة وتطوير مقاربات عرضانية لتحييد المخاطر والمحدقة بالشباب والأطفال، مسجلا أن الولوج غير الآمن للفضاء الرقمي قد يجعل الطفل أو المراهق أو الشاب ضحية التجنيد والتطرف السريع.
من جانبه، أوضح المدير العام للإيسيسكو "سالم بن محمد المالك"، أن للإعلام سلطة تفرض الاستعداد لآلياته تنشئة وتربية وإعدادا وتطويرا وتجويدا، مستعرضا معطيات من بيئة الإعلام الشبكي الجديد، التي تظهر أن أكثر من 4.4 مليار شخص يمثلون 64.6 بالمئة من سكان العالم يتبادلون الأخبار والأفكار عبر وسائط التواصل الاجتماعي. مبينا أن الاندهاش بالإعلام الجديد والطفرة الاتصالية التي يشهدها المجال اليوم، تفرض مجابهة الإسقاطات التي تجعل منه معبرا لانتهاك خصوصيات الأفراد، والترويج للأخبار الملفقة، ما يحتم ترسيخ تربية إعلامية تعلي من قيم المساواة والعدالة والمواطنة.

اترك تعليقاً