سيدي إفني تحتضن ندوة حول دور التعددية الثقافية في تحقيق الأمن القومي للدول
ضمن فعاليات النسخة الثانية للمنتدى الدولي للشباب ( 19-21 يناير الجاري)، الذي
تنظمه الهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي بسيدي إفني، شكل موضوع "تعدد
الثقافة الوطنية في تحقيق الأمن القومي: المملكة المغربية نموذجا"، اليوم
السبت 20 يناير 2024، فرصة ليسلط المشاركون
الضوء على أهمية التعددية الثقافية في تحقيق الأمن القومي للدول، ومنها المغرب الذي
يتميز بمزيج من الثقافات والتعايش والتسامح والاختلاف، مستفيدين من تأطير باحثين
وجامعيين وكذا مختصين في علم النفس الاجتماعي بمشاركة وفد عن اتحاد الطلبة الأجانب
الناطقين بالعربية في المغرب، وهم طلبة من مصر وموريتانيا وجيبوتي وتشاد والصومال.
وأكد رئيس الهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي، زكريا شاكر، أن المغرب تميز عبر الأحقاب والأجيال بمزيج من الثقافات والأديان والشعوب والأعراق، وبرهن عن قدرته الملهمة في التعامل مع الهجرات المتنوعة، وبذلك تمكنت المملكة، باحترامها للخصوصيات، أن توفر مساحات للعيش المشترك والتلاقح الإنساني وتمكنت كبلد غني ومتنوع بمشاربه الروحية والثقافة، تعزيز هويته حول مجموعة من المثل العليا، فبرهن بذلك على قدرة استيعابه لمختلف الثقافات والأجناس البشرية.
وأعربت باقي التدخلات والعروض عن أهمية وراهنية هذا اللقاء، وركزت، بالخصوص، على مفهوم التعددية الثقافية من خلال مقاربة علم النفس الاجتماعي والمقاربة الحقوقية والدينية، وكذا مكانة الثقافة والتنوع الثقافي في دستور المملكة، بالإضافة إلى دور المجتمع المدني في تدبير التنوع والاختلاف والتعايش الذي يميز المجتمع المغربي، في ظل ما يعرفه العالم من تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية.
وتوقف بعضهم عند أدوار المجالس العلمية المحلية في تعزيز الثقافة الوطنية وحماية الأمن والهوية المغربية، وكذا التحسيس بأهمية التنوع الثقافي وضرورة المحافظة عليه، مشيرا إلى أن الشخصية المغربية تتميز بمجموعة من الخصائص منها جانب التدين باعتبار أن الدين بالنسبة للمغاربة ليس مجرد شعائر تعبدية، فقط، وإنما هو عقيدة وثقافة وسلوك وعادات وقيم.
وتناول آخرون مكانة التعددية الثقافية في المواثيق الدولية والقوانين الوطنية، ودور المدرسة في تعزيز القيم الوطنية وحضور هذه القيم في المناهج التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وكذا دلالات الإقرار الرسمي لرأس السنة الأمازيغية وأسسه التاريخية والحضارية.
تجذر الإشارة إلى أن تنظيم هذه النسخة من المنتدى يأتي بدعم من وزارة الشباب
والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، تحت شعار "تمكين الشباب دعامة لبناء
الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن الهوياتي"، وذلك في إطار تخليد الذكرى 80 لتقديم
وثيقة المطالبة بالاستقلال، واحتفاء بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974.