التغير المناخي وتبعاته على الصحة العامة في مقاربات بابن جرير


 التغير المناخي وتبعاته على الصحة العامة في مقاربات بابن جرير صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في جلسة نظمت في إطار النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، الذي افتتحت أشغاله اليوم، الاثنين 12 فبراير 2024 ، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، قارب المشاركون تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، ودعوا إلى اقتراح أجوبة مستعجلة في هذا الشأن.

فقد أكد المشاركون على أهمية تغليب الجوانب العلمية في التعاطي مع موضوع التغيرات المناخية بالنظر لانعكاساته الوخيمة على الصحة العامة، من قبيل تفشي السرطانات، وأمراض الرئة، وأمراض القلب والشرايين، إضافة إلى تردي جودة الهواء. وفي هذا الصدد قال الأستاذ بقسم الكيمياء وعلم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو، رافيشانكارا رافي، إن الإنسان يؤثر على بيئته "بأبشع الطرق"، مما يؤدي إلى آثار سلبية تطال جودة الهواء، مستعرضا التفاعلات الطبيعية داخل المحيط الحيوي التي تؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية، التي تؤثر بدورها على النباتات والتربة بطرق مختلفة، وتجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات، وتضعف من ثمة قدرتها على تحمل الظروف الجوية غير الملائمة. وبعدما أن أبرز الأهمية التي يكتسيها موضوع النسخة الرابعة من أسبوع العلوم، والتي تسلط الضوء على آخر التطورات في مجال "الانتقالات"، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، أكد أن هناك حاجة ملحة لتشجيع سياسة التشجير، والتوفيق بين بلورة السياسات العمومية وحسن تنزيلها، مع التدبير الناجع للقضايا البيئية، وشددعلى ضرورة تقليص اللجوء إلى الطاقات الأحفورية والاستعاضة عنها بالطاقات النظيفة، مشيرا إلى أن تلوث الهواء لم يعد يقتصر على المدارات الحضرية، بل يطال، كذلك، المناطق القروية.

و توقف الأستاذ بجامعة غرونوبل-آلب بفرنسا، باولو لاج، عند الوفيات الناجمة عن تدهور جودة الهواء بالعالم، والتي تبلغ 4.3 ملايين حالة وفاة في السنة، وفق معطيات لمنظمة الصحة العالمية، مبرزا المحددات والمؤشرات العلمية التي يتعين استحضارها لحصر عدد الوفيات. كاشفا أن هذه المحددات والمؤشرات التي تستند إلى دراسات وبائية، تتأسس على قاعدة بيانات الصحة العامة، وتحديد المعلومات، وأسباب الوفيات، مستشهدا، أيضا، بالمقاربة الإحصائية لرصد العلاقة بين حالات التعرض والتبعات. مسجلا أن معدل الوفيات يرتفع مع تزايد معدلات تلوث الهواء، حتى ولو كان تركيزالملوثات ضئيلا، داعيا إلى اعتماد جملة من الحلول التكنولوجية لتحسين جودة الهواء ونوعيته، من قبيل تقليص انبعاثات الملوثات، واستعمال السيارات الكهربائية، ووسائل النقل الجماعية.

أما بخصوص الأجوبة التي يمكن أن يقدمها البحث العلمي للحد من تبعات التغير المناخي على الصحة العامة، توقفت مسؤولة قسم جودة الهواء بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، كنزة الخمسي، عند التطورات العلمية المحرزة في مجال تحسين جودة الهواء، مبرزة أن المقاربة العلمية أضحت اليوم أقدر على رصد مدى جودة الهواء، والمناخ، وتحديد تبعاتها على الصحة العامة بدقة أكبر.

كما أبرزت في تصريح لها عقب الجلسة ، الدور المحوري الذي يضطلع به العالم في هذا الباب من أجل تجويد السياسات العمومية التي تعنى بجودة الهواء، مشيرة إلى أنه بمقدوره اقتراح حلول عملية في هذا الشأن، وتقييم ميكانزمات الانتقالات المعتمدة.                                                                      

وتعتبر النسخة الرابعة من أسبوع العلوم هذا بابن جرير، إلى غاية 16 فبراير الجاري، مناسبة لاستعراض آخر التطورات والمعارف العلمية في مجال "الانتقالات"، وتسليط الضوء على مواضيع حيوية، من قبيل الانتقال الطاقي والطب، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والمالية والمناخية.

اترك تعليقاً