ندرة الماء ومشاكل الثروة الحيوانية ، تستنفر بعض دول شمال إفريقيا
تواجه بعض الدول في شمال إفريقيا مشاكل تتعلق بشح و ندرة المياه . ففي تونس ، دعا وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي ، عبد المنعم بلعاتي ، إلى اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد المستنزفين للمياه دون موجب حق ، في ظل الوضع الراهن بتونس المتسم بندرة المياه . كما دعا ، خلال جلسة عمل حول " التصدي لظاهرة الضخ العشوائي للمياه على وادي مجردة ، إلى وضع خطة عمل تشاركية محكمة للقضاء على هذه الظاهرة التي تستنزف الثروات المائية . وعزز طرحه كاتب الدولة المكلف بالمياه – رضا قبوج – الذي أشار إلى الموازنة المائية الهشة ، لا سيما على مستوى سد سيدي سالم ، المشغل للتزود بالماء الصالح للشرب والري ، وأنه يعاني من ضعف الإيرادات ومحدودية المخزون المائي الذ ي لا يناهز سوى نسبة 5ر16 بالمائة من طاقة التخزين . أما واد مجردة وهو من أهم الأودية في تونس ، والذي يوفر نصف المياه العذبة لتونس بنقله سنويا حوالي 811 مليون متر مكعب ، فقد طالت مياهه السطحية استنزافات من حلال استغلال المياه الموجهة للشرب ، في الأنشطة الفلاحية ( جندوبة وباجة ) خلافا للقانون الذي يمنع استعمال مياه الشرب في أغراض فلاحية . ناهيك عن إلقاء المياه الملوثة فيه التي تأتيه من روافد الوادي من نحو 202 وحدة صناعية شديدة التلوث . وهذا وفقا لناقوس خطر أسفرت عنه دراسة بيئية قامت بها وزارة البيئة حول " وضع برنامج مندمج لإزالة التلوث بوادي مجردة ".
و في موريتانيا نظمت المنظمة الموريتانية لتنمية المناطق الجافة والأراضي القاحلة في نواكشوط ، أعمال ورشة متعلقة بمبادرة الماء والأمن الغذائي في إفريقيا ، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والتعاون الإسباني تحت شعار " ورشة تقديم نتائج الدراسة المتعلقة باقتصاد الأسر الرعوية والزراعية الرعوية في موريتانيا ".ورامت الورشة ، وفق المنظمين ، تقديم نتائج دقيقة من أجل صحة البيانات الإحصائية في موريتانيا المتعلقة بالثروة الحيوانية في ولايات الحوضين والعصابة وكوركول وكيدي ماغه.
وقد قال رئيس المنظمة الموريتانية لتنمية المناطق الجافة ، محمد المختار ولد أحمد سيدي ، أن الحوضين (الشرقي والغربي) والعصابة وكوركول وكيد ماغا تشكل أهم مرتكزات التنمية الحيوانية والرعوية وأن المنظمة لن تدخر جهدا لتدقيق البيانات المتعلقة بالثروة الحيوانية في موريتانيا وأبرز أهمية الدراسة التي ستمكن من معرفة حصيلة الثروة الحيوانية في المناطق المذكورة حتى تتمكن الدولة من معرفة تلك النتائج ومواجهة التحديات على ضوئها .
وبدورها أوضحت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ماردسيك إيفانا ، أن الدراسة اعتمدت مقاربة شملت الوثائق المتعلقة بالمجال مع مسح ميداني بالإضافة إلي مقابلات مع المختصين والمهتمين بالمجال . مما يبرز أهمية هذه الثروة التي تساهم بنسبة 9.4 في المائة من الناتج الوطني الخام ونسبة 78 في المائة على مستوى القطاع.