مؤتمر دولي بالرباط حول دور طريق الحرير


مؤتمر دولي بالرباط حول دور طريق الحرير صورة - و.م.ع/أرشيف
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      التأم، اليوم الاثنين، بالرباط، خبراء وأكاديميون من المغرب والخارج، في إطار "المؤتمر الدولي لطريق الحرير"، لتدارس دور "طريق الحرير" كجسر بين الحضارات المؤثرة وكذا لإقامة شراكات مستقبلية ورفع تحديات جماعية.

ويبحث المشاركون في هذا المؤتمر الدولي، المنظم من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بالتعاون مع معهد الدراسات الدولية بجامعة شنغهاي الصينية، مجموعة من المواضيع التي تندرج ضمن البحث في دراسات طريق الحرير، بوصفها مجالا بحثيا يشمل نظريات حول الحكامة العالمية، والخطاب الحضاري وقضايا الأمن والعلاقات الدولية، وإمكانات الشراكة والتعايش والتكامل.

وقال المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن "خيوط الحرير التي نسجتها هذه الطرق امتدت في أوردة المجتمع، بل تخطته إلى الورق الذي جسد منعطفا تاريخيا مفصليا في تطور الإنسان، ثم امتد إلى سلع أخرى مثل الأواني والخزف والمنسوجات وغيرها".

وسجل السيد المالك أن هذه العلاقات التجارية هي التي "شكلت بابا لرحلات مستمرة كان نتاجها مشهودا في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، وطال رقعة جغرافية ممتدة من الصين عبر الهند وآسيا وبلاد النهرين وصولا إلى مصر والقارة الإفريقية ثم اليونان وإيطاليا وبريطانيا".

من جهته، أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي تشانغ لين، أن اللقاء يمثل مناسبة لإبراز أهمية طريق الحرير، بوصفه منصة للتبادل التجاري تربط الصين بآسيا الوسطى وأوروبا، و"هو بذلك طريق للسلام، وملتقى بين مختلف الأقاليم والديانات والقوميات والأعراق" مما يستوجب استلهام "روح طريق الحرير" اليوم للدفع بالعلاقات البينية وخلق روابط أقوى بين البلدان.

وأضاف أن المؤتمر "يتوخى مزيدا من تطوير الروح التي بعثها طريق الحرير"، مذكرا بأنه سبق للصين أن عززت تعاونها مع منظمة التعاون الإسلامي، وهي تتجه لتطوير تعاونها مع منظمة الإيسيسكو بما يخدم مصالح الطرفين، ومن أجل مواصلة الإسهام في بناء عالم عادل وأكثر انسجاما.

من جانبها، قالت مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية لطريق الحرير بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، ما ليرونغ، إن "طريق الحرير تجعل من الصين وإفريقيا شريكين طبيعيين، حيث سبق أن اضطلعت (الطريق) بأهمية كبيرة في تنمية الدول الإفريقية" مؤكدة أن طريق الحرير يقوم على تعزيز الروابط بين الطرفين و"احترام تنوع العلاقات وسيادة الدول الإفريقية".

أما المديرة المغربية لمعهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس بالرباط، كريمة اليتربي، فقد ذكرت بأن العلاقات المغربية - الصينية متجذرة في التاريخ، كما تشهد على ذلك زيارة الرحالة المغربي ابن بطوطة للصين وزيارة الرحالة الصيني وانغ دا يوان إلى المغرب، مضيفة أن البضائع الصينية، مثل الشاي والخزف والحرير، كانت تصل بانتظام إلى أوروبا عبر المغرب.

 وأكدت السيدة اليتربي أن هذه العلاقات عرفت قفزة كبيرة بعد الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى الصين في ماي 2016، والتي تكللت بتأسيس شراكة استراتيجية بين البلدين.

وذكرت بأن التعاون بين البلدين امتد إلى الجانب التعليمي والأكاديمي، إذ تقدم الجامعات الصينية منحا كثيرة للطلاب المغاربة، فضلا عن تواجد معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في الرباط والدار البيضاء وطنجة، ومسالك جامعية ومراكز لدراسة اللغة الصينية بعدة جامعات مغربية، مبرزة أن المغرب من الدول الإفريقية القليلة التي تحظى بمثل هذا الاهتمام من قبل الصين، والذي تكلل بافتتاح المركز الثقافي الصيني بالرباط في دجنبر 2019، وهو الثاني من نوعه في العالم العربي.

بدورها، قالت المديرة الصينية لمعهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس بالرباط، لي نينغ، إن المغرب يعد أول بلد في إفريقيا ينضم إلى مبادرة الحزام والطريق، حيث وقع سنة 2017 على مذكرة تفاهم لإقامة شراكات مع الصين في قطاعات واعدة، مثل البنية التحتية والصناعات المتقدمة والتكنولوجيا.

وسجلت السيدة نينغ ارتفاع وتيرة التواصل بين المغرب والصين في السنوات الأخيرة، بفضل انخراط المملكة في مبادرة الحزام وجعلها مبادرة أساسية في طريق الحرير الجديد، مؤكدة أن المغرب من البلدان الأكثر انفتاحا واستعدادا للمشاركة في مبادرة الحزام والطريق.

وتتوزع أشغال المؤتمر الدولي لطريق الحرير على ثلاث جلسات علمية، تتناول مواضيع "طريق الحرير الجديد والعلاقات الصينية الإفريقية"، و"الروابط الحضارية لطريق الحرير"، و"كتابات الرحالة ابن بطوطة والتبادل الثقافي بين الصين والعالم الإسلامي".

اترك تعليقاً