فنانون مغاربة يشاركون في معرض الفن المعاصر بلشبونة


فنانون مغاربة يشاركون في معرض الفن المعاصر بلشبونة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تعيش مدينة لشبونة، من 23 إلى 26 ماي، على ايقاع فعاليات معرض الفن المعاصر "آركو لشبونة"، وذلك بمشاركة رواق الفن المغربي" لاتولييه21".

وفي هذه النسخة من المعرض، الذي يضم 80 رواقا من 23 بلدا، يشارك Atelier 21 في هذا الحدث لتسليط الضوء على المساهمة الكبيرة للفنانين الأفارقة في تطور وتأثير الفن العالمي المعاصر، وفي مشاركته الثانية في هذه الدورة السابعة، يعرض الرواق أعمال الفنانين امبارك بوحشيشي (المغرب)، وصفاء الرواس (المغرب)، ونجية محجي (المغرب)، وديريك أوفوسو بواتينغ (غانا)، ويامو (المغرب).

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي، أبرزت مديرة رواق"لاتولييه 21" بالدار البيضاء، نادية عمور، أن الرواق المغربي، الذي يبصم على حضوره المتميز للمرة الثانية هذا الحدث الفني، يروم تسليط الضوء على إنتاجات المبدعين المغاربة، ومساهمتهم في الترويج للفن الإفريقي.

وأفادت السيدة عمور بأن المشاركة في هذا الحدث الفني الكبير تروم إبراز قوة وتنوع تجارب الفنون التشكيلية في المغرب، واستكشاف أسواق جديدة أمام الفنانين المغاربة.

وعن تيمات الأعمال المعروضة، تشير المتحدثة إلى أن الفنان بوحشيشي اختار "أن يكون موضوع لوحاته الجسد الأسود بالمغرب بكل الكليشيهات والتنميط وأوجه الأحكام الجاهزة التي تواجهه".

ويقوم عمل امبارك بوحشيشي، بحسبها، على التمثيل ورؤية الجسد الأسود في المجتمع المغربي، منحوتا أو مرسوما، يبدو الجسد عند الرسام بؤرة للعلامات والأشلاء والصور، تنتج مادة متعددة أو متفجرة.

وبخصوص الأعمال الفنية لصفاء الرواس، تقول مديرة رواق (لاتولييه) أن الفنانة تحاول الجمع بين المادة والفكرة في عمل واحد، بتنصيباتها المختلفة الأنساق والأشكال بتقنيات لونية وأسلوب مدروس وممنهج، وتشتغل أعمالها بالأساس على البياض، الذي يرمز للغياب و العالم اللامادي والشفافية والهشاشة.

وبين المرئي وغير المرئي، والوعي واللاوعي، والنعومة والعنف، فإن أعمال صفاء الرواس تشكل العديد من النوافذ المفتوحة على العوالم المتوترة التي تسائلنا في أعمق علاقاتنا مع الذات والآخر في نفس الآن.

وبالنسبة للفنانة نجية محجي، اعتبرت السيدة عمور أن الإيماءة تشكل مصدر إبداعاتها، وهو ما تعكسه الأمواج التي تتجذر وتنتشر على القماش، حيث تأخذ الموجة مساحة واسعة في أعمال الفنانة المنغمسة في الفكر الصوفي، وتمثل رمزا للعودة إلى الأصول من أجل اختراق الكون.

أما الفنان يامو فلم يفتأ يخلق ويجدد حديقته التصويرية دون أن يرضى أبدا بالنتيجة، فهو ينخرط كل مرة في بحث جديد، ويعتمد دائما طرقا مبتكرة وفريدة دون إغفال شغفه بالطبيعة.

وقالت عمور "إننا نقف أمام لوحة رسمها يامو مثل طفل على حافة غابة مهيبة، يجذبنا ويخيفنا لغزها القوي والصامت، نشعر بأننا مدعوون لاكتشاف عالم يجمع المألوف بما هو غير معروف".

أما الفنان الغاني ديريك أوفوسو بواتينغ، فيعرض صورا مفعمة بالألوان والأنسجة ما يجعلها من أكثر الأعمال حيوية للجيل الجديد.

وبحسب المتحدثة، فإن أعمال الفنان بواتينغ تحمل نظرة درامية عن غانا، وتحتفي صوره التي التقطها باستخدام هاتف محمول وأعاد تنقيحها رقميا، بالجسد الأسود الذي تحيط به دائما هالة من الألوان المشبعة والمتباينة، وتلتقط أعماله المصورة قصص الحياة اليومية للغانيين.

ويأتي معرض الفن المعاصر، هذه النسخة البرتغالية من معرض آركو، الذي تأسس سنة 1982 في مدريد، ليعزز تنظيم فعاليتين، هما" أشكال المحيط" تحت إشراف باولا ناسيمينتو وإيكور سيماوش، والذي يقدم مشاريع تركز على العلاقات بين إفريقيا والشتات الإفريقي وآفاق أخرى، و" أوبنن ليشبوا"، تحت إدارة شوس مارتينيز، ولويزا تيكزايرا، والذي يستكشف لغات جديدة ومساحات فنية فريدة.

ويسعى الرواق الفني "لاتولييه 21" منذ تأسيسه عام 2008، للنهوض بالفن المعاصر والتعريف بالفنانين المغاربة في الخارج. وقد شارك قبل ذلك، في العديد من المعارض الدولية. ويهدف الرواق، أيضا، إلى تثمين أعمال بعض الفنانين الأفارقة الذين يجسدون حيوية الإبداع التشكيلي في القارة.

اترك تعليقاً