عودة الثلوج بأوكايمدن تخلق بهجة وسرورا في كل النفوس
توشحت محطة
أوكايمدن (إقليم الحوز)، المتواجدة على علو 2700 متر، بالرداء الأبيض لتعيد البهجة
لنفوس الساكنة المحلية والزوار، وكذا الفلاحين ومهنيي قطاع السياحة.
وكيف لا وهذه المحطة البعيدة بحوالي 75 كيلومترا عن مدينة مراكش، تتيح لزوارها من
المغاربة والأجانب، فرصة اكتشاف مناظر طبيعية خلابة نتيجة الكميات المهمة من
الثلوج ، مما سيعطي لا محالة دفعة للقطاع السياحي بالمنطقة، ويساهم في تغذية
البحيرات والسدود المتواجدة بها والتي عانت خلال السنوات الأخيرة من قلة التساقطات
المطرية.
وأنت على عشر كيلومترات من الوصول إلى مدخل محطة التزحلق، تلاحظ المنظر الطبيعي
الآسر. شلالات مياه متدفقة تغذيها الثلوج الذائبة قبل أن تعانق جداول المياه على
سفوح الجبال لتبهر عشاق الطبيعة والساكنة. نظرة بانورامية تؤثثها قرى وردية مما
يضفي جمالية على الطريق الملتوية المؤدية إلى محطة التزلج
ورغم طول انتظار قبل أن تعلن الثلوج عودتها وبكميات كبيرة، فذلك لم يمنع توافد
السياح الأجانب وهواة التزحلق والمشي لمسافات طويلة بحثا عن الاسترخاء والاستمتاع
بالمناظر الطبيعية وبلحظات من السعادة والاستجمام رفقة العائلة أو مع الأصدقاء.
سهولة الولوج للمحطة، شمس ساطعة وسماء زرقاء ووحدات إيواء متنوعة، كلها مقومات اجتمعت
لتضمن للزائرين تجربة لا تنسى تمتزج فيها متعة التزحلق على الجليد مع لحظات الفرح والسعادة
والأجواء المرحة. هي أجواء رائعة كانت بالنسبة للبعض فرصة لركوب ألواح التزلج لأول
مرة، وآخرون اعتادوا هذه الهواية ليغتنموا المناسبة لممارستها من جديد، بينما
اختار كثيرون استعمال "الزلاجات" كبدائل للتزحلق.
كل الحاضرين في هذا اليوم المنعش عبروا عن سعادة مطلقة وفرح يتمنون دوامه . فهذا
زائر يقارن بين التناقض المذهل في القدرة على رؤية النخيل والشمس صباحا بمراكش،
والاستمتاع خلال فترة الظهيرة بقمم الأطلس الكبير المكسوة بالثلوج على بعد حوالي
ساعة بالسيارة ".
وهذا مدرب في رياضة التزحلق على الجليد، يشير إلى التوافد المهم للزوار للاستمتاع
بالثلوج وبجمالية المنطقة التي حافظت على جاذبيتها رغم تزامن تساقط الثلوج مع شهر
رمضان الفضيل، مشيرا إلى أن السلطات المحلية لا تذخر جهدا في إعادة فتح مختلف
المحاور الطرقية المؤدية إلى هذه المحطة الشتوية وضمان سلامة وانسيابية حركة
السير.
وهذا فاعل جمعوي يرى أن التساقطات الثلجية المسجلة خلال الأيام الأخيرة، سيكون لها
وقع إيجابي بالنسبة للساكنة المحلية التي تنشط بالخصوص في قطاعي الفلاحة والسياحة.
وهذا مواطن يؤدي شهادة حول توفر بنية تحتية للإيواء مهمة تضم فنادق مفتوحة على
مدار السنة، علاوة على ممارسة التزلج والرياضات الشتوية، واكتشاف أنشطة متنوعة
خاصة المشي لمسافات طويلة بين أحضان الطبيعة، واكتشاف منحوتات صخرية (يعود تاريخها
إلى حوالي 2100 سنة قبل الميلاد..)، والسياحة الإيكولوجية والتعرف على باقة غنية
من المنتجات المجالية. معربا عن أمله في توافد المزيد من الزوار المغاربة والأجانب
على أوكايمدن، والاستمتاع بسحر وجمالية وجهة سياحية بامتياز.