صفرو افتتاح فعاليات الدورة 100 لمهرجان حب الملوك
افتتحت، مساء الخميس بصفرو، فعاليات
الدورة المئوية لمهرجان حب الملوك (الكرز)، المصنف كتراث لامادي للبشرية من طرف
منظمة "اليونسكو" منذ 2012، والذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع المجلس الجماعي
لصفرو، وهو المهرجان الذي يعد الأقدم من بين جميع مهرجانات المملكة
وقد تميز اليوم الأول، بافتتاح فضاء المعارض الذي يضم المعرض الجهوي للنشر والكتاب ومعرض إنتاج وتحويل فاكهة الكرز إضافة إلى معرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وبالساحة الكبرى لباب المقام، تم تتويج الشابة بشرى أباجة، الساكنة بمدينة صفرو والمنحدرة من مدينة تاهلة قبيلة بني وراين بلقب ملكة جمال حب الملوك، وهي حاصلة على شهادة الماستر من المعهد الوطني للآثار والتراث بمدينة الرباط.
كما تم تتويج الشابة غيثة برجي من فاس وصيفة أولى، والشابة زينب أعوين من مدينة إيموزار كندر وصيفة ثانية، وذلك على أنغام عرض فني للفرقة الموسيقية للبحرية الملكية وعروض للطائرات المسيرة.
وبالمناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، في كلمة تلتها نيابة عنه، الكاتبة العامة لقطاع الثقافة، أن استمرارية مهرجان حب الملوك بهذا الزخم طيلة السنوات الماضية راجع بالأساس إلى الاحتضان المتبادل بين الطبيعة والإنسان، وهي صورة رائعة ما أحوجنا إليها، اليوم، في ظل ما يهدد الاثنين من اضطراب. وأشاد بالرعاية الملكية السامية التي تحظى بها هذه التظاهرة وما يزخر به المغرب من معطيات حضارية، والتي يوجد التراث الثقافي المادي وغير المادي في صلبها.
ونوه بالتعاون الوثيق بين مصالح الوزارة والسلطات المحلية والمنتخبين بإقليم صفرو، الذي مكن من دمج مهرجان حب الملوك ضمن شبكة التظاهرات الثقافية التراثية التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل سنويا حرصا على جعل مهرجانات الفن والتراث والفنون قاطرة لمفهوم تنموي جديد قوامه الاستدامة والدمقرطة وتكافؤ الفرص.
ولم تغفل الكلمة، أن فاكهة الكرز (حب الملوك) استطاعت أن تشكل، عبر عقود طويلة، محورا لنقل ثقافي وفني واقتصادي ودبلوماسي تخطى إشعاعه الآفاق، مؤكدا أن المهرجان "أطلق إبداعا في منتهى صوره وأسفر عن منظومة تنموية ترتكز على أنشطة المدينة وإنجازاتها"، مؤكدا أن المهرجان وما يحيل إليه أضحى واحدا من عناصر التراث الثقافي غير المادي للإنسانية جمعاء بكل استحقاق وجدارة. وأنه ينبغي في هذه الذكرى الماوية للمهرجان استحضار، وبعظيم التقدير والعرفان، كل من ساهم في هذه المسيرة الشامخة من الراحلين والأحياء وكذا شركاء هذه التظاهرة.
بينما أكد رئيس المجلس الجماعي بصفرو باسم اللجنة التنظيمية، أن تصنيف المهرجان كتراث لامادي للإنسانية من طرف منظمة "اليونسكو" شكل رافعة لقطاع السياحة بمدينة صفرو التي تتميز بتاريخها العريق ورصيدها الثقافي المادي واللامادي، معربا عن الأمل في أن تحقق هذه الدورة المئوية لمهرجان حب الملوك نجاحا متميزا كسابقاتها.
ومن جهتها، أعربت الشابة بشرى أباجة عن فخرها بالتتويج بلقب ملكة جمال حب الملوك في دورته المئوية، مشيدة بالتنظيم الرائع للمهرجان.
وأكدت أن فرحتها ستكتمل بتجسيد مشروعها الذي شاركت به في المنافسة على اللقب والمتمثل في إحداث متحف للمدينة سيكون بمثابة مزار سياحي ثقافي وتربوي وتعليمي يساهم في التعريف بتاريخ مدينة صفرو وتراثها ورصيدها المادي واللامادي وتثمينه والحفاظ عليه.
هذا ويعد مهرجان حب الملوك، فرصة للاحتفال بهذه الفاكهة المميزة، وما يحيط بها من معارف ومهارات وأشكال احتفالية، مع إعطاء دفعة للأنشطة الثقافية والسياحية والاقتصادية في المدينة.
خاصة وأنه يعكس قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها سكان المدينة التي تعايشت فيها الديانات السماوية الثلاث. وذلك منذ أن تأسس سنة 1920، إبان الحماية الفرنسية
وتجتمع حوله كل مكونات المدينة كما يشكل مناسبة سانحة لإنعاش الاقتصاد المرتبط بالتراث غير المادي لمدينة صفرو والإرث الثقافي العريق للجهة الذي يتميز بالتعدد والتنوع، لاسيما فيما يتعلق بالصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية.