صحافيون من مغاربة العالم يستعرضون تجاربهم ويستشرفون مستقبل المهنة
استعرض مجموعة من الصحافيين اللامعين من مغاربة العالم، اليوم الجمعة بالرباط، جوانب من مسيراتهم وتجاربهم المهنية الاستثنائية، وكذا آراءهم بخصوص التحديات التي تواجه مهنة الصحافة اليوم.
وشكل هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من نادي الصحفيين المعتمدين في المغرب، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت عنوان "أن تكون صحفيا اليوم"، فرصة قدم خلالها هؤلاء المهنيون الشغوفون بعملهم شهادات فريدة من نوعها تبرز ثراء وتنوع تجاربهم.
فمن تغطية النزاعات المسلحة إلى التحقيقات الصحفية الكبرى والمشاركة في الأحداث الدولية الكبرى، تقاسم هؤلاء المراسلون المخضرمون تجاربهم وأفكارهم حول العقبات التي كان عليهم تجاوزها لممارسة مهنتهم بتميز، مع رسم الخطوط العريضة لمستقبل المهنة.
وقال مدير وسائل الإعلام بوكالة المغرب العربي للأنباء، يوسف صدوق، في كلمة بالمناسبة، إن المشهد الإعلامي يوجد، اليوم، في مفترق طرق، حيث تغيرت أساليب العمل الصحفي التقليدية مع بروز التكنولوجيا الحديثة، متسائلا عن مستقبل مهنة الصحافة التي تواجه اليوم العديد من التحديات الكبيرة وسط بيئة تتطور بشكل مستمر.
وبالإضافة إلى هذه التحديات الهيكلية، يضيف صدوق، تواجه الصحافة تحديات أخرى من قبيل انتشار الأخبار الزائفة، وعدم احترام أخلاقيات المهنة، لا سيما فيما يتعلق بحماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية التي تمثل تهديدات خطيرة لمصداقية ونزاهة المهنة.
وفي معرض حديثه عن النموذج الناجح لوكالة المغرب العربي للأنباء باعتبارها رائدا في مجال الإعلام على المستوى الوطني والإقليمي والقاري، أكد صدوق أن الوكالة تعمل، باستمرار، على تعزيز دورها في صون السيادة الوطنية في مجال الإعلام، وتعزيز وتنويع منتوجاتها، وتأهيل مواردها البشرية من خلال برامج تكوين محددة الأهداف.
وأضاف أن الوكالة، ووعيا منها بالتحديات الحالية والمستقبلية، انخرطت في مقاربة استباقية لتعزيز مكانتها كمرجع في مجال الإعلام، مشيرا إلى أن استراتيجيتها للتحول الرقمي التي تتطور باستمرار تمكنها من تقديم محتوى إخباري أكثر جاذبية وتعزيز حضورها على شبكة الإنترنت.
وأشار إلى أنه، لمواجهة انتشار الأخبار الزائفة، أطلقت وكالة المغرب العربي للأنباء منصات للتحقق والتمحيص، مضيفا أن التزام الوكالة بنشر معلومات موثوقة دفعها إلى إنشاء شبكة صحافيي التحقق من الوقائع بوكالات الأنباء الإفريقية على مستوى الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية التي ترأسها الوكالة.
كما أشار إلى أن وكالة المغرب العربي للأنباء تعمل على تعزيز شبكتها من المراسلين الدوليين، قصد ضمان تغطية شاملة وموائمة لمتطلبات سوق الإعلام في سياق معولم ومتنوع.
وأكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الصحفيين المغاربة عبر العالم يمتلكون مهارات تتيح لهم المساهمة بشكل كبير في تطوير العمل الصحفي في بلدهم الأصلي، مشيرا إلى أن العمل الصحفي يشهد تحولات وتغيرات كبيرة في جميع أنحاء العالم، لا سيما بسبب ظهور شبكات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
وشدد السيد اليزمي على ثوابت مهنة الصحافة واحترام أدبيات المهنة وأخلاقياتها كضمان لنجاح أي صحافي هنا وفي أي مكان آخر.
من جهته، أشار رئيس نادي الصحفيين المعتمدين بالمغرب، جلال المخفي، إلى أن هذا اللقاء لا يسلط الضوء، فقط، على المسيرة الغنية لصحافيين مغاربة بارزين، بل يفتح، أيضا، باب النقاش حول بعض القضايا المتعلقة بمهنة الصحفي، في عصر التحولات الاقتصادية والسياسية والطفرات الرقمية.
من جانبها، تطرقت مديرة إذاعة مونت كارلو الدولية (MCD)، سعاد الطيب، إلى التحديات والصعوبات المختلفة التي تواجه الصحفيين المغاربة في جميع أنحاء العالم في عصر التغيير الرقمي والتكنولوجيات الجديدة، مشيرة إلى أن الصحفي، اليوم، عبر مهنته، ملزم برفع مستوى الوعي بخصوص القضايا السياسية الهامة، والقضايا الاقتصادية والمجتمعية والبيئية، والمساهمة في مكافحة الأخبار الزائفة التي يتم تداولها، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وحرص الصحافي هاشم أهل برا، مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية في الشرق الأوسط، على توجيه رسائل تحفيزية للصحفيين الشباب الراغبين في خوض تجربة تغطية مناطق النزاع، إلى الوعي بخصوصيات هذا النوع من العمل الميداني ذي الطبيعة الحساسة.
وأبرز من جهة أخرى أن العصر الحالي هو عصر الإعلام الجديد بكل مستجداته وخصوصياته، وأن "الصحافة الجديدة هي المستقبل".