الناخبون بالإكوادور يختارون بين نموذجين متباينين في بلد مزقه العنف


الناخبون  بالإكوادور يختارون بين نموذجين متباينين في بلد مزقه العنف صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - محمد بنيس

      من بين ما كتبه قلم: هشام الأكحل كما ورد عن ( ومع) من كيتو يوم 14 أكتوبر 2023  أن الإكوادوريين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع يوم غد الأحد لانتخاب رئيس جديد يستكمل ولاية غييرمو لاسو حتى ماي 2025، وذلك بالاختيار بين نموذجين اقتصاديين متباينين، تمثلهما اليسارية لويسا غونزاليس، أواليميني، دانييل نوبوا.

وتأتي محطة الجولة الثانية ، بعد أن تمكنت لويسا غونزاليس (45 عاما) ، التي تترشح باسم الحركة التي أسسها الرئيس الأسبق، الهارب من وجه العدالة، رافائيل كوريا "الثورة المواطنة" من الحصول على 33 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى التي جرت يوم 20 غشت الماضي، والتي حل فيها دانيال نوبوا ( 35 عام ا) ، مرشح تحالف "العمل الديمقراطي الوطني" (يمين) ، في المرتبة الثانية بنسبة 23 بالمائة من الأصوات ، وهي نتيجة مثلت مفاجأة كبرى لم تكن استطلاعات الرأي تمنحها إياه.
ومن المنتظر أن يدلي نحو 13 مليون ناخب بأصواتهم في هذه الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس غييرمو لاسو الذي حل البرلمان ولجأ إلى آلية دستورية تعرف باسم "الموت المتقاطع" للسلطتين التنفيذية والتشريعية.
علما أن الأجواء التي تجرى فيها هذه الانتخابات تطغى عليها المخاوف الأمنية مع تجدد أعمال العنف من قبل عصابات تهريب المخدرات سواء داخل السجون أو خارج أسوارها، فقد أعلنت السلطات مقتل ستة سجناء كولومبيين، الأسبوع الماضي خلال "اضطرابات" في سجن بمنطقة غواياكيل جنوب غرب البلاد، كانوا متهمين باغتيال المرشح الرئاسي فرناندو فيافيسينسيو يوم 9 غشت المنصرم أثناء مهرجان خطابي.
وتستمر دوامة العنف حيث قتل مدع عام مطلع الشهر الجاري في هجوم مسلح ببلدية كانتون التابعة لمقاطعة غواياس الواقعة على ساحل الإكوادور.
مما جعل الرأي العام يصنف الإكوادور كواحدة من أكثر الدول عنفا في أمريكا اللاتينية، حيث ارتفعت معدلات الجريمة من نحو 6 بالمائة إلى 26 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة في عام 2022 ، وهو رقم مرشح ليرتفع إلى حوالي 40 جريمة لكل 100 ألف نسمة خلال العام الجاري، وفقا لوسائل الاعلام المحلية. وهي دوامة عنف تعزى بشكل رئيسي إلى الجريمة المنظمة، التي جعلت من الإكوادور واحدة من المراكز الحيوية لتهريب الكوكايين نحو أوروبا عبر ممرات بحرية مثل موانئ غواياكيل وإلى أمريكا الشمالية عبر قوارب عالية القوة.
وفي ظل كل هذا العنف الذي يخيم على البلاد سيكون الاكوادوريون مجبرين على الاختيار بين نموذجين متباينين. فبخصوص إشكالية انعدام الأمن التي تؤرق البلاد تعتبر غونزاليس أن "الأمر يتطلب الضرب بيد من حديد" لاستعادة مناخ السلام والأمن في مواجهة العنف الإجرامي، مشددة على أنها "ستقوم بعسكرة السجون والجمارك والموانئ والمطارات لاستعادة السيطرة على البلاد".
أما المرشح اليميني نوبوا فيعتزم التصدي للعنف والجريمة من خلال اللجوء إلى الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة لعسكرة الحدود والموانئ والطرق الرئيسية.
أما في الشق الاقتصادي، فقد اختارت لويسا غونزاليس برنامجا يتماهى مع حكومة رافائيل كوريا (2007/2010)، مع تدخل الدولة القوي في الأنشطة الاقتصادية وتعزيز الإنفاق العام.
وتعتزم غونزاليس في حال وصولها إلى رئاسة البلاد استخدام 2.5 مليار دولار من الاحتياطيات الدولية للبلاد، والتي تبلغ حالي ا حوالي 7 مليارات دولار لضخها في الاقتصاد.
وفي خطتها الحكومية المؤلفة من 69 صفحة، تقترح المرشحة تحقيق الاستقرار في النمو والإنتاج، وتعميق أدوات إدارة سيولة الاقتصاد وتعزيز الانتقال إلى عصر ما بعد النفط. كما تنوي "إجراء تدقيق شامل للدين العام المدفوع مقدما خلال الجائحة"، واستعادة استثمارات الدولة في القطاعات الاجتماعية؛ وتحقيق استقرار الدخل غير النفطي، وتكييف الضغوط الضريبية وفقا للمعايير الدولية، ومراجعة سياسة الدعم. وتقترح بالإضافة إلى ذلك  تعزيز الخدمات البنكية العامة كمحرك للاستثمار، وخفض أسعار الفائدة النشطة بشكل عام، وإلغاء عمليات منح الامتيازات والخوصصة.

أما منافسها نوبوا، فيحمل مشروعا من شأنه أن يسهل دور الشركات الخاصة، ويعزز التنظيم لتعزيز القدرة التنافسية للبلاد لجذب الاستثمار الأجنبي وتحسين مناخ الأعمال. ومن بين أهدافه الرئيسية ينوي نوبوا في حال اختياره رئيسا للاكوادور إقامة تحالفات استراتيجية مع شركات دولية لتعزيز إعادة التنشيط الاقتصادي للبلاد، وتحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية وجودة المنتجات الإكوادورية، فضلا عن توسيع أسواق التصدير.

ومن بين مقترحاته تعزيز نظام الدولرة المعمول به في البلاد منذ عام 2000، من خلال الانضباط المالي والمسؤولية في إدارة المالية العامة، فضلا عن زيادة الاحتياطيات الدولية لتكون قادرة على مواجهة الصدمات الاقتصادية الخارجية المحتملة.
وأدرج نوبوا ضمن برنامج حكومته المحتملة أيضا خلق حوافز مالية، مثل تخفيضات الضرائب على الشركات، لجذب الاستثمار الإنتاجي؛ ومكافحة التهرب الضريبي.

كما ينوي المرشح اليميني أيضا إنشاء برنامج لتطوير البنية التحتية، يركز على مجالات مثل النقل والطاقة والمياه.

تختلف البرامج والمقاربات التي ينهجها كل مرشح لاستمالة أصوات الناخبين الاكوادوريين الذين جربوا النسخة الأصلية للويسا غونزاليس عندما حكم صانعها اليساري رافاييل كوريا لعشر سنوات، كما جربوا لعامين حكم اليميني غييرمو لاسو الذي لم يكتب له إتمام ولايته، فأي طريق سيختار الاكوادوييون هذه المرة.. الجواب تسعون دقيقة بعد إغلاق مكاتب الاقتراع.

اترك تعليقاً