الصين تقوي موقعها الإقليمي
في إطار تقوية موقعها الإقليمي والدولي، تستمر الصين في بناء تحالفاتها، إذ تحتضن الأسبوع المقبل (18-19ماي، بمدينة شيان، عاصمة إقليم شنشي (وسط وشمال)، القمة الأولى للصين - آسيا الوسطى، وذلك بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي و الأمني في منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة. فالقمة، بحسب الخارجية الصينية، التي ستعقد على مستوى رؤساء الدول، تمثل علامة فارقة في تعزيز التعاون بين الصين و ودول آسيا الوسطى، في إطار رابح-رابح
وقال جو هاو، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه فضلا عن التعاون الاقتصادي، ستهيمن على القمة القضايا السياسية والأمنية، مشيرا إلى أن التعاون في مجالات مثل الطاقة، والفلاحة، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي سيكونون في صلب النقاشات.
وتمثل الصين وشركاؤها الجدد (كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان)، سوقا ضخمة، إذ بلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين والدول الخمس رقم قياسي تاريخي بـ 70,2 مليار دولار سنة 2022، أي حوالي 100 مرة قبل 30 سنة، بحسب وزير التجارة الصيني.
وهكذا ارتفعت واردات الصين من المنتجات الفلاحية، والطاقية، والتعدين من هذه البلدان سنة 2022 إلى أكثر من 50 في المائة، بينما ارتفعت صادراتها من المنتجات الميكانيكية والإلكترونية نحو هذه البلدان بنسبة 42 في المائة.
وكان توسيع التعاون في مجال الأمن في صلب اجتماع وزراء خارجية المنطقة الذي عقد في أبريل الماضي في مدينة شيآن، ويتم تدبير هذا الموضوع في إطار منظمة شنغهاي للتعاون التي تشكل تجمعا مؤسساتيا يركز على الأمن بين الصين وآسيا الوسطى. وبفضل هذه الآلية، تمكنت الصين ودول المنطقة من تعزيز تنسيقها ضد الإرهاب والانفصال والتطرف، إلى جانب التهديدات الأخرى، ومن بينها تهريب المخدرات والجرائم الأخرى العابرة للحدود.