استخدام الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالخصوصية الذاتية للأشخاص
في حوار مع مدير إدارة حقوق الإنسان،
بجامعة الدول العربية، منير الفاسي، أكد أمس الاثنين بالقنيطرة، أن استخدام
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يطرح العديد من التحديات التي تمس جوانب الخصوصية،
والشفافية والمساءلة بالنسبة للمقبلين على استعمالها، موضحا على هامش ندوة دولية
تم تنظمها، يومي 13 و14 ماي الجاري بالقنيطرة، أن من بين الأسئلة الراهنة التي
تفرض نفسها بقوة، في خضم مناقشة آثار استعمال الذكاء الاصطناعي، تحديد الطرف الذي
يجب أن يخضع للمساءلة القانونية في حالة حدوث خرق أو تجاوز مرتبط بهذا الاستعمال
التكنولوجي المتطور، ومشددا على أن التحديات الحقيقية التي يمكن أن يفرزها انتشار
استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في العصر الراهن، هي ذات طبيعة قانونية
بامتياز، داعيا الخبراء في المجالين القانوني والحقوقي إلى العمل على إخراج النصوص
المرجعية والقانونية اللازمة إلى حيز الوجود، من أجل حسن مواكبة هذه التكنولوجيا
الجديدة، وخاصة ما يتعلق بتقنين أخلاقيات العمل بالذكاء الاصطناعي، بتعدد تقنياته
وتنوع مظاهره وتجلياته.
فالذكاء الاصطناعي يشكل موضوعا بالغ الأهمية، وخاصة في علاقته مع منظومة حقوق الإنسان، ومدى تأثيره على التمتع الأمثل بحقوق الإنسان، مضيفا أن هذه الأخيرة هي عبارة عن "مبادئ كونية وحقوق مترابطة ومتشابكة وغير قابلة للتجزئة مهما كان المجال الذي نتحدث عنه، بما في ذلك الحقوق السياسية والمدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغيرها...".
وأكد المسؤول بجامعة الدول العربية على ضرورة إشراك خبراء القانون والحقوقيين في مسلسل تقنين مجال الذكاء الاصطناعي.
وبعد أن ذكر بأن هاجس التكيف مع كل تطور تكنولوجي جديد تمت إثارته بشكل مماثل عندما ظهرت شبكة الأنترنيت قبل سنوات، أوضح السيد الفاسي أن "البشرية استطاعت التكيف مع هذا التطور الهائل، وسيحدث نفس الأمر مع الذكاء الاصطناعي بمختلف تقنياته المتطورة".
وحيث أن هذه الندوة الدولية، المنظمة بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومجلس أوروبا والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان، تواصل أشغالها بمناقشة العديد من المحاور المتصلة بموضوعها الرئيسي، ومنها على الخصوص، تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي إزاء حماية حقوق الإنسان والتمتع بالحقوق والحريات، وحكامة الذكاء الاصطناعي في علاقته بحقوق الإنسان ومستقبل الأجيال الناشئة. فالمطلوب إصدار ما من شأنه طمأنة كل مستعملي الذكاء الاصطناعي بشفافية تزيل كل الغموض.