مهرجان الكتاب الإفريقي وطرح الأسئلة الراهنة
في حوار مع رئيس مهرجان الكتاب الإفريقي، تضمن تفاصيل الدورة الثانية للمهرجان بمراكش، وخصوصية الأدب الإفريقي والمنحدرين من أصول إفريقية، والوسائل التي يتيحها المهرجان لإبراز هذا الأدب، ومكانة الأدب الشعبي والشفوي الإفريقي في المهرجان، بالإضافة إلى الطريقة التي يربط بها بين الكتاب ذوي التعبيرات المختلفة، طرحت منال أسئلتها الخمسة وتولى الإجابة عنها السيد ماحي بينبين.
1. في الدورة الأولى للمهرجان، كان إقناع الكتاب الكبار بالحضور إلى مراكش
والمشاركة معقدا نوعا ما، وركزنا على المواضيع المثيرة للجدل، أي إننا تحدثنا عن
كل ما يفرقنا، أي تاريخ العبودية عندنا والعنصرية... كنت محظوظا بأن جان ماري غوستاف لو كليزيو قد
أتى إلى مراكش حيث قدم درسا افتتاحيا استثنائيا لتلك الدورة التي جمعت حوالي
أربعين كاتبا،
وفي الدورة الثانية للمهرجان ركزنا على
الأدب، وتمكنا من تأمين درس افتتاحي ألقاه الفيلسوف السنغالي، سليمان
بشير ديان، والتقينا خلال هذه الدورة أيضا العالم الفرنسي إدغار موران في فقرة
"الحوار الكبير"، بالإضافة إلى الكثير من الكتاب ، مثل رافائيل كونفيان،
وعبد اللطيف اللعبي، وآخرين من كتاب القارة الأفريقية الذين نقدرهم.
2. في الواقع، لدينا مخيال مشترك، وإذا كنت لأعرف نفسي باعتباري كاتبا، فسأقول
إنني ثمرة تلاقح بين جدتي ومربيتي الإفريقية "دادا" وحكواتي الساحة
الكبرى، وأعتقد أن الأمر نفسه تقريبا يحدث مع جميع الأفارقة... بالطبع، لدينا
مخيال مشترك لأن لدينا ماضيا مشتركا، وما نريد القيام به اليوم هو سرد هذا الماضي،
والتحدث عن الحاضر والتفكير في الغد، ولا أرى أن هناك من هو أفضل من الفنانين
والكتاب للتفكير والتأمل في هذا المستقبل المشترك للقارة الإفريقية، فنحن نرغب في
بناء مستقبل مشترك: لأننا نملك كل الإمكانيات لتحقيق ذلك (الذكاء والموارد الأولية
والغنى الثقافي..)
3. يتطلع هذا المهرجان بالفعل إلى تعزيز المعرفة بالأدب الإفريقي، وأدب الكتاب من
أصول إفريقية، قصد تحفيز المغاربة على القراءة، فقد أثار دهشتي أن المتوسط السنوي
للقراءة لدى المغاربة يتراوح بين دقيقتين وثلاث دقائق، ولهذا تحدونا هذه الإرادة
لتشجيع الناس على القراءة، ونحن ندعو الكتاب لحضور هذا المهرجان لإثارة شغفهم
بالقراءة. وفعلا، قمنا هذه السنة بإطلاق برنامج غني خارج الأسوار. وهكذا، زارت
مجموعة من الكتاب 25 مؤسسة للقاء تلاميذ قرأوا أعمالهم خلال الأشهر السابقة، فلنأخذ مثلا، عندما أدخل إلى منازل مغربية أو مدارس، نادرا ما أرى مكتبات، أو قد
لا أراها مطلقا، وهذا وضع تجب معالجته، ونعتبرهذا النوع من المهرجانات يهدف إلى
إحداث تغيير وتحقيق الحلم الذي نتمناه.
4. إن الأدب المغربي المكتوب ينبثق من التقليد الشفهي، في كل مرة أكتب فيها رواية،
أجد أن جميع القصص التي تم سردها لي من قبل، يكون التقليد الشفوي فيها حاضرا بشكل
متواصل في مخيال الكاتب المغربي أو الأفريقي ومندمج في الأدب المكتوب.
5. يحضر بيننا هذا العام "عمالقة" الأدب الإفريقي. ووجودهم بيننا وقدرتي
على قراءة أعمالهم يعتبر بالفعل نجاحا، لأنه في اعتقادي، من خلال هذا التبادل،
سنتمكن معا من بناء المستقبل المشترك الذي نتطلع إليه جميعا. وأنا سعيد جدا لأني
التقيت بإيطاليين أعربوا عن رغبتهم في إقامة شراكة معنا. وعموما، نحن سعداء جدا
بتصدير أدبنا إلى الأفارقة كما إلى الخارج.