مسلسل دار النسا وتجسيد التمغربيت


مسلسل دار النسا وتجسيد التمغربيت صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      استطاع المسلسل الرمضاني "دار النسا" أن يجذب اهتمام المشاهدين بفضل قصته المشوقة وجمالية مشاهده المفعمة بالخصوصيات المغربية وأداء الممثلات والممثلين. فإن الممثلة وأستاذة الفنون بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ، تتناول أهمية البعد الجمالي في هذا العمل التلفزيوني، ومفهوم "التمغربيت" في مجال الفنون، إلى جانب الأداء الفني في هذا العمل. قائلة

تعمد فريق عمل المسلسل إعطاء مكانة بارزة للصناعة التقليدية المحلية الخاصة بشمال المغرب، سواء من خلال الأزياء التقليدية أو ديكور المشاهد المستوحى من التراث المغربي. وقد تجذرت هذه الرغبة في المقاربة الفنية التي اعتمدها فريق العمل، منذ بداية تعاون الأعضاء سواء داخل الفرقة المسرحية أو الإنتاجات السابقة مثل مسلسل ومسرحية "بنات لالة منانة"، والتي سلطت الضوء على الثقافة "الشمالية"، بما في ذلك لهجتها المميزة بطريقة لا تخطئها الأذن. وعلاوة على ذلك، فإن اللهجة الشمالية تعتبر عنصرا أساسيا في هذه الثقافة المحلية، حيث تم تبنيها بدرجات متفاوتة من قبل الممثلين في مسلسل "دار النسا"، حتى أولئك الذين ليسوا في الأصل من جهة الشمال. وهذا ما يظهره عذا الاختيار الفني ، من إرادة في إبراز التنوع اللغوي للمغرب والحفظ عليه بالاحتفاء به من خلال الوسائط التلفزيونية. فهذا
الواقع الفني يمنح للهجة "الشمالية" طابعا موسيقيا لغويا، يجد دائما ترحيبا عند إعادة إنتاجه على الشاشة.

وعن سؤال إمكانية اعتبار مسلسل "دار النسا" تجسيدا في حد ذاته لمفهوم "التمغربيت"؟ قالت .
أنا أعتبر أن "التمغربيت" تعد ضمانة ضد التنميط الثقافي العالمي، فهي تنتصر بصوت عال للأصالة المغربية، وهي مفهوم يحافظ على هذه الأصالة في مواجهة العولمة الجامحة. ومسلسل دار النسا ، يؤكد
هذه الفكرة من خلال تسليط الضوء على جمالية الملابس التقليدية والأنيقة، والابتعاد عن اتجاهات وميولات موضة الأزياء المعاصرة غير الرسمية، من أجل تجسيد أفضل لتجليات الهوية الثقافية المغربية في الحياة اليومية.
أما عن سبب تميز أداء بعض الممثلين في المسلسل بخصوصيات الأداء المسرحي ؟ ردت قائلة
أرى أن الأداء المسرحي لبعض الممثلين كان بالأحرى بمثابة إضفاء بعض الدقة أو الرشاقة التي خففت من حمولة السرد الدرامي في هذا العمل الفني. فهناك إيماءات مسرحية طالت العمل، مثل المشهد الذي تطلب فيه أمينة من والدتها المسنة أن تتظاهر بالألم، وهي إيماءات تضيف بعدا آخر للسرد، مما يساهم في إثراء التجربة البصرية للمشاهدين.

اترك تعليقاً