فسحة رمضان: سفر في ذاكرة القاعات الضائعة بفاس، قاعات سينمائية أنشأتها عائلات فاسية: 3-سينما الهلال (العشابين)

ولم نعرف عنها سوى أنها كانت في ملكية السيد الديوري الذي كان أيضا يدير لفترة سينما أمبير أو يملكها ، وأن بعض من كانوا مشغلين فيها لا زالوا حاضرين في أذهان وذاكرة روادها من سكان الحي والأحياء المجاورة لأنها كانت المتنفس الوحيد بالمنطقة، ومن هؤلاء العمال الذين شردهم إغلاق القاعة الشعبية في الحي الشعبي، السيد سلام الذي كانت تميز معاملاته، بعض الغلظة وسوء المعاملة والسب لكل من لا يمنحه عطية إرشاده لمقعد الجلوس، وأرضها دائما مبللة لتبقي على برودة القاعة وتغري بالنوم، ثم عمي علي، الرجل الطيب الذي كانت تكفيه كلمة شكرا أو "الله يرحم الوالدين"، أما مشغل جهاز العرض فكان يلقب بالأقرع، وكان الرواد في الطبق العلوي يرمون قشور الزريعة وبقايا مأكولاتهم على الطابق السفلي.
وإذا كان تاريخ إنشائها غير دقيق، فإن ذاكرتنا ونحن نقصدها صغارا ومراهقين، يجعلنا نجزم أنها أنشئت بين 1953 ، 1954.
-سينما الهلال اليوم هي دكاكين بيع الدجاج.